أكد الدكتور زعيم خنشلاوي رئيس المجلس العلمي لمؤسسة "الأمير عبد القادر" وأستاذ بالمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ خلال اختتام الملتقى الوطني حول "الحياة الروحية للأمير عبد القادر بمدينة الغزوات أن صفة العالمية قد نالها الأمير عبد القادر مباشرة بعد أن وضع سلاح الجهاد الأصغر ليخوض الجهاد الأكبر ، و قال إن "مؤسس الدولة الجزائرية قد تمكن بعد نفيه من طرف المستعمر الفرنسي للقضاء عليه سياسيا وفكريا من اثبات ذاته وأن يذيع صوته خارج أراضي المنفى حيث انتقل من المحلية إلى العالمية مما جعله يبرز بنجاح باهر أفكاره الراجحة ومبادئه السامية ويطرحها في الساحة الفكرية العالمية لتنال استحسانا من كل الجهات وأضاف الدكتور خنشلاوي "أن العالم اكتشف في هذا الرجل العسكري الذي حارب قوات الاحتلال ما يربو عن 20 سنة يحمل راية السلام ويدعو إلى الحوار السلمي بين الحضارات والتسامح بين الأديان بعيدا عن العصبية والعنف مما جعل رسالته تصل إلى كل أصقاع العالم ، أما المفكر مصطفى دايج فقد حاول ابراز البعد العالمي لهذه الشخصية الفذة انطلاقا من مقاييس تعتمد على رجاحة الفكر وشمولية الرؤية والأخلاق السامية سواء في الحرب أو السلم حيث اعتمد في مواجهته للعدو على ثلاثة عناصر توفرت في شخصيته وهي الحنكة السياسية والأخلاقيات السامية والنظرة الصوفية الشيء الذي جعله عن طريق التعامل بحنكة ورؤية ثاقبة يصدر أفكارا تكون صالحة في زمانه والأزمنة التي تلته مثل الدعوة إلى التسامح وحماية حقوق الإنسان والارتفاع نحو الفضيلة. أما الأستاذ عبد المؤمن القاسم الحسيني من جامعة ورقلة فأوضح "أن الأبحاث والدراسات الأخيرة حول شخصية الأمير تدل على أهمية الرجل التاريخية والحضارية" ليضيف قائلا "إننا نحتاج إلى أفكار الرجل وإعادة إحياء تراثه" مشيرا الى أنه "لا زال معاصرا لنا بأفكاره ومواقفه التي تتماشى مع كل العصور". وفي محاضرة بعنوان "الأمير عبد القادر الوارث الأكبر للشيخ الأكبر" حاول خميسي سعد من جامعة قسنطينة أن يجري مقارنة بين قائد المقاومة الشعبية ضد المستعمر الفرنسي وبين شيخه محي الدين ابن العربي باعتبار أن الرجلين يشتركان في عدة صفات منها المنشأ المغاربي والمهجر إلى المشرق والتشبع بنفس المبادئ والأفكار السامية النابعة من الحركة الصوفية القادرية.