يشكل موضوع "الحياة الروحية للأمير عبد القادر" المحور الرئيسي لأشغال الملتقى الوطني الذي افتتحت مساء اليوم الخميس بالغزاوات (تلمسان) بحضور ممثل عن وزارة المجاهدين وعدد هام من الأساتذة الجامعيين والباحثين في التاريخ. ويرمي هذا اللقاء المنظم طيلة يومين من طرف فرع تلمسان لمؤسسة "الأمير عبد القادر" بالتنسيق مع مديرية الثقافة واللجنة الولائية المكلفة بتنظيم التظاهرات و النشاطات الثقافية والفنية إلى "تسليط الضوء على جانب هام من الصفحات المشرقة التي خلفها الأمير عبد القادر سواء في كفاحه ضد المحتل الفرنسي أو مواقفه البطولية وحياته الفكرية والروحية" حسب المنظمين. كما أكد المصدر ذاته على ضرورة "تحفيز الشباب على العناية بهذا التراث الوطني النفيس واجراء المزيد من البحوث والدراسات الأكاديمية ذات المستوى العلمي العالي". ومن جهتها ذكرت السيدة نورية رسطان رئيسة فرع تلمسان للمؤسسة المذكورة أن "اختيار مدينة الغزوات لاحتضان هذا الملتقى لم يكن عفويا وإنما أملته وقائع تاريخية وملحمات بطولية أنجزها الأمير ببطولة نادرة رفقة جيشه المغوار". ومن هذه المعارك أشارت السيدة رسطان إلى معركة "سيدي ابراهيم" التي دارت رحاها بالمنطقة خلال ثلاثة أيام من شهر سبتمبر 1845 و"قد سمحت للأمير بأن يكبد قوات المستعمر خسائر جسيمة حيث تم القضاء على العقيد مونتانياك وكل فيلقه ولم ينج سوى 11 من أفراد الجيش الفرنسي". وحسب رئيس المجلس العلمي لمؤسسة "الأمير عبد القادر" الدكتور زعيم خنشلاوي فإن المشاركين سيتطرقون إلى مواضيع مختلفة تتعلق بالحياة الروحية للأمير منها "رسالة الأمير للوطن وللعالم" و"مواقف الأمير عبد القادر" و"الحوار بين الديانات" و"الأميرعبد القادر وسيدي بومدين" و"معركة سيدي براهيم" و"الأمير عبد القادر رمز الجهاد الصوفي". كما سيعرض بهذه المناسبة الأستاذ محمد بوطالب رئيس المؤسسة المذكورة فيلما وثائقيا حول مسيرة الأمير عبد القادر وأعماله الجليلة مع إبراز جوانب هامة من شخصية مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ومواقفه المعروفة باعتباره "حامل رسالة السلام ومؤسس حوار الحضارات وأول داعي إلى احترام حقوق الإنسان" كما أكد المنظمون. وستتخلل الأشغال زيارة المواقع التاريخية مثل منطقة "سيدي ابراهيم" وجبل "كركور" و"الصبابنة" إضافة إلى "دار السلاح" لمدينة الغزوات حيث اعتقل الأمير وقضى أخر ليلته بأرض الوطن قبل أن ينفى انطلاقا من ميناء المدينة.