أجرى المخرج الفرانكو يوناني يانيس يولنتاس حوار مع الموقع الرسمي لمهرجان الجزائر الدولي للسينما الجارية فعالياته حاليا، أين أوضح أن التغيير مسألة أخوة وأحاسيس وحبّ، قبل أن تكون مسألة حرية وعدالة وإنتاج تفكير منطقي. وهي الفكرة التي تناولها وتطرق اليها على طريقته من خلال فيلمه الوثائقي الموسيقي الموسوم ب” لن نعيش بعد اليوم كالعبيد”، وفي هذا الحديث يسترسل بفلسفته من أجل بناء حياة أفضل بشراكة الجميع، خاصة بعد أن أبانت الأنظمة -على اختلافها- فشلها منذ القرن الماضي.
***الفيلم الوثائقي ” لن نعيش بعد اليوم كالعبيد” يطرح موضوع الأزمة الاقتصادية والمالية التي عصفت باليونان منذ 2010، ومازالت إلى الوقت الراهن تتكبد نتائجها السلبية على أكثر من صعيد، ما الذي أردت أن تكشفه لنا؟
الأزمة قبل أن تكون اقتصادية أو مالية هي أزمة اجتماعية، بل هي نتاج تفاقم جملة من الوقائع منذ سنوات أدت الى خسائر اقتصادية غيرت وجه اليونان تماما فلم تعد تشبه الدول الأوروبية. الأزمة حقيقية، وهي فرصة للشعب لإعادة تنظيم نفسه وتنظيم مسؤولياته وكذلك البحث عن طريقة أخرى للعيش والخروج من حياة العبيد، فمعظم العمال تركوا العمل بسبب الأزمة المالية الخانقة. وقد اخترت الفيلم الوثائقي كوسيلة لمعالجة الموضوع كوني ناشط في الحركات الجمعوية بفرنسا واليونان، الأمر الذي سمح لي بتسجيل شهادات أصدقائي ورفقائي في النضال بأوجه مكشوفة، مادام هناك إمكانية لكشف الحقيقة بهذا الشكل.
****لماذا اعتمدتم بصفة مكثفة على الأغاني الحماسية الداعية للثورة والتغيير في انجاز الفيلم؟
قبل أن أجيب على السؤال، اسمحوا لي أن أقول أن مختلف التيارات الاجتماعية بما في ذلك العبثيين ساهموا كل بطريقته للتعبير عن أفكارهم وإنسانياتهم، وأدعو بالمناسبة لأنه حان الوقت للكف عن الخلافات الواعية والعودة للدروس التي تركها لنا التاريخ للعبرة.
بخصوص الموسيقى، فانه لا يمكن انجاز فيلم يتحدث عن تغيير راديكالي وثورة بمعناها الواسع، دون أغاني، كل الثورات مرت على الأغاني واعتمدنا على أغانينا الخاصة واستقاء أغاني شهيرة وتحويلها الى نسخ يونانية وفرنسية حتى نتجنب حقوق المؤلفين الأصليين، ودمجنا في هذه المغامرة العديد منهم مثل وضع نسخة فرنسية ل”اماجين” لجون لينون وهي أغنية قديمة جدا تعود إلى 40 سنة، وكذلك وضع النسخة اليونانية لأغنية “لاراج”