استذكر ثلة من أهل الفن الرابع يوم السبت بالجزائر العاصمة مناقب رجلا المسرح والمديران السابقان للمسرح الوطني, عزالدين مجوبي و امحمد بن قطاف, اللذين تتقاطع مسيرتهما الفنية في براعتهما التمثيلية على الركح وتسيير صرح ثقافي. وخصص المسرح الوطني وقفة استذكارية تخليدا للذكرى ال19 لاغتيال رجل المسرح والمدير السابق للمسرح الوطني الجزائري عز الدين مجوبي التي صادفت هذه السنة أربعينية وفاة المدير السابق للمسرح الوطني, امحمد بن قطاف. وأشاد الممثل المسرحي, عبد الحميد رابية, بخصال عز الدين مجوبي الذي اعتبره "من بين الذين جاءوا لبعث نفس جديد للمسرح الوطني في سنوات التسعينيات إلا أن أيادي الإرهاب والهمجية منعته من تجسيد مشروعه الطموح" . وأشار رابية إلى دعم مجوبي للشباب الهاوي وفتحه أبواب المسرح للفرق المسرحية مضيفا أنه "لطالما كان متشبثا بأفكاره التقدمية التي جعلت منه مناضلا من أجل حرية التعبير ومدافعا عن حقوق المرأة وتجلى ذلك عبر أعماله المسرحية التي حوت في غالبية فصولها مشاهد من الحياة العادية للمواطن البسيط". من جانبه اعتبر الباحث المسرحي, ابراهيم نوال, أن "مسيرة الرجلين تحملان في طياتها نقاط تقاطع فكلاهما عملا على أن يكونا وسيطين ثقافيين حيث كانا حاملين لأصوات البسطاء والمستضعفين من خلال أعمال مسرحية نالت إعجاب النقاد آنذاك". وتأسف الباحث المسرحي من كون المسرح اليوم "لم يعد يحاكي كما في الماضي الواقع المعاش". وذكر السيد نوال أنه بالرغم من أن كلاهما تقلدا منصب مدير المسرح إلا أن ذلك لم يمنعهما من "تشجيع وتكوين الشباب من مختلف مناطق الوطن" مضيفا أن بن قطاف نقل مفاهيم الإخراج المسرحي في التسيير العام للمسرح. من جهته يرى الأكاديمي, أحسن تليلاني, أن بن قطاف "استطاع أن يردم الهوة التي كانت قائمة بين الكتاب والأدباء والنقاد والممارسين في المسرح وذلك من خلال جعل مبنى المسرح حاضنا لهم". يذكر أن عز الدين مجوبي الذي اغتالته أيادي الإرهاب في 13 فيفري 1995 عن عمريناهز48 سنة قد بدأ مشواره المسرحي في الستينيات حيث أدى العديد من الأدوار المسرحية والسينمائية. أما امحمد بن قطاف الذي رحل عن عمر يناهز ال75 سنة فقد دخل الساحة الثقافية عبر الإذاعة الوطنية كممثل في 1963 ثم التحق بالمسرح الوطني في 1966 أين شارك هو كذلك في العديد من الأعمال المسرحية. وكان بن قطاف رفقة مجوبي من مؤسسي مسرح "القلعة" (1990) حيث أدى خلالها مجوبي الدور الأساسي في مسرحيتي "حافلة تسير" و"العيطة".