أول المؤشرات على تصويت الجالية في الخارج تشير إلى ان الإقبال لم يكن كما كان يأمله القناصلة والسفراء، والمشكلة ليست في الجالية ، ولكن في المعاملة التي يعامل بها المواطن في الخارج من قبل القناصلة والسفراء والموظفين التي وصلت في بعض الأحيان حتى إلى الإعتداء الجسدي، كما فعل مسؤول في احدى القنصليات الجزائرية بالخليج حين قام بضرب مواطن تقدم للقنصلية لاستخراج وثائق فوجد نفسه تحت رحمة الضرب وفوق هذا مطلوبا لشرطة الدولة الخليجية ، وحدث ذلك ايضا في دول أوربية، والأكثر من كل هذا هو المعاملة السيئة التي يعامل بها المواطن في السفارات والقنصليات، وأمام هذا الوضع لم يجد المواطن سوى المقاطعة كوسيلة للإحتجاج وفضح الأوصياء على الجزائريين في الخارج، والاقبال الضعيف لم يكن انتقاما من مترشح معين او من المترشحين كلهم، قدر ما هو احتجاج على سوء المعاملة والإهمال الذي تقابل به الجالية من قبل سفراء وقناصلة نصبوا اساسا للوقوف على ما يحتاجه المواطن وعلى حمايته في بلاد الغربة. إذا استمرت العملية قبل الخميس على هذه الوتيرة من الاقبال الضعيف فإن المواطن يكون بذلك رد بضاعة القناصلة والسفراء، والأمر عادي ما دام أن المواطن في المهجر لا يجد من يشكو له مأساته مع سفارات بلاده في ظل صمت الجهات او تقديم الوعود دون حل، لذا كان الاقبال الضعيف بمثابة رسالة يرسلها المواطن لأصحاب القرار مفادها ان مشاركته في الانتخابات يقابلها قيام السفراء والقناصلة بواجبهم اتجاهه، لذا فإن ما حدث هو ارجاع المواطن لبضاعة السفراء والقناصلة.