لا يزال صائدو النازيين في ألمانيا يلاحقون 17 شخصا من الحراس السابقين، كانوا يعملون في أحد معسكرات الموت في مدينة ماجدانك في بولندا خلال الحرب العالمية الثانية. وبين الحراس الذين تجري ملاحقتهم 4 نساء اقتدن العديد من الضحايا الأبرياء إلى أفران الغاز، أو إلى حفلات إطلاق النار الجماعية التي كان يجريها جنود وضباط النازية، والتي حصدت أرواح ما يتراوح بين 80 و150 ألف شخص، معظمهم من اليهود. معسكر ماجدانك الذي يسمى بالألمانية "أوشفيتز" كانت له أهمية خاصة عند النازيين، إذ لعب دورا مزدوجا، فكان معسكر اعتقال، ومصدرا هاما للحصول على عمالة العبيد الأسرى، ويقع المعسكر على مشارف لوبلين شرق بولندا. يبقى المعسكر حتى الآن من أهم الآثار الباقية لمجازر الهولوكوست التي ارتكبها الألمان، بما يحتويه من أفران الغاز وغرف المحارق، التي مازالت على حالها حتى الآن. وكانت وكالة التحقيقات المركزية الألمانية المتخصصة بجرائم حرب النازية قد تعقبت مؤخرا حراسا آخرين من معسكر "أوشفيتز" داخل ألمانيا، وقامت بإعداد ملفات عن جرائمهم، سلّمتها للنيابة العامة التي تعكف الآن على دراسة الملفات. ويريد كورت شريم مدير وكالة التحقيقات الواقعة في مدينة لودفيغسبورغ الألمانية، توجيه تهم التواطؤ والاشتراك في جرائم حرب لحراس معسكر "أوشفيتز". لكنه يواجه مشكلة عدم توفر أدلة إدانة كافية، إذ توفي معظم الشهود. ويخشى شريم أن يمنع عامل السن تقديم مجرمي "أوشفيتز" للمحاكمة، لكنه يأمل أن تساعد قضية الجندي ديميانيوك، في توفير الأدلة المطلوبة على اشتراك الحراس في مجازر المعسكر. كان ديميانيوك قد أدين بالفعل في ميونيخ عام 2011، بتهمة المساعدة في القتل الجماعي ل28 ألف يهودي في معسكر إبادة "سوبيبور" الذي قتل فيه 250 ألف يهودي، من الملايين ال 6 التي لم توفّرها مجازر الهولوكوست. ويذكر أيضا أن 9 حراس من المشتبه بهم اعتقلوا بمساعدة مركز سايمون فيزنتال الإسرائيلي، لكن ثبت عدم إمكانية مثولهم أمام المحمكة، إذ أطلق سراح 4 منهم لعدم كفاية الأدلة، وتوفي أربعة آخرون، وتنظر النيابة العامة الآن في 14 حالة أخرى.