قال الباحث المقدسي في شؤون القدس د. هايل صندوقة، إن الهجمة الاستيطانية من قبل الاحتلال على البلدة القديمة في القدس تجري على قدم وساق، مشيرا إلى أن الاحتلال يعلم أن القدس هي عبارة عن البلدة القديمة ولذلك يحاول إثبات الأحقية التاريخية والدينية على أساس بنائها القديم. وأفاد ل "المركز الفلسطيني للإعلام"، أن "المستوطنين يرغبون في الاستيلاء على كافة منازل البلدة القديمة، للسيطرة على مدينة القدس والمسجد الأقصى بشكل خاص، مشددا على أن الزيارات التي يقوم بها المسؤولون العرب للقدس والمسجد الأقصى سياسة خاطئة لأنها تتم تحت الحكم الصهيوني، علماً أن سكان المدينة المقدسة ومواطنيها يحرمون يومياً من الدخول إلى المسجد الأقصى وغيرها من معالم البلدة القديمة. وأضاف "الهجمة على البلدة القديمة في القدس واضحة بشكل علني، والمؤسف بأن المؤسسات التي تعمل لصالح القدس، لا تنتبه للبلدة القديمة ضمن مخططاتها واستراتيجياتها، وكأن هذا الهامش من الناس والفقراء والمعدمين لا يعنيهم أمرهم، ولذلك نرى الترميم والتعمير للمواطنين خارج البلدة القديمة قائما، ولكن في البلدة القديمة تحاول سلطات الاحتلال التقليل من عمليات الترميم. وأشار صندوقة إلى أن "عدد البؤر الاستيطانية داخل البلدة القديمة، يختلف من شخص إلى آخر، بسبب وجود عمارات سكنية ضخمة نعتبرها بؤرة استيطانية واحدة، وهناك منازل سكنية متفرقة داخل المباني السكنية العربية تعتبر أيضاً بؤرة استيطانية واحدة، أي ما يعادل 170 وحدة استيطانية داخل البلدة القديمة، ويقطن بهذه البؤر الاستيطانية 4500 مستوطن داخلها، عدا عددهم في الحي الجنوبي من البلدة القديمة". وأوضح أن استهدافات المستوطنين تزداد في المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى والذي يطلقون عليه اسم "جبل الهيكل" ولذلك نرى أن معظم العمارات التي قاموا بمصادرتها تقع بالمنطقة القريبة من المسجد الأقصى. وأشار إلى أن : "الصهاينة يحاولون دائما اللجوء إلى التزوير وقلب الحقائق، وهناك نشطاء ومؤسسات صهيونية تعنى بعملية الاستيطان والتهويد داخل البلدة القديمة، خصوصا جمعية عطيرات كوهنيم، والعاد، واليوشنة، وأيضا المستوطن المتطرف "أريه كينج". وتطرق الباحث صندوقة إلى ما يعانيه المقدسيون داخل البلدة القديمة من أوامر هدم لمنازلهم بحجة عدم الترخيص، بحيث يتم هدم الأسطح غالبا، حتى لا يتمكن المواطن المقدسي، من السكن فيها، ويحصل باستمرار مواجهات بين العرب واليهود، لأن العرب يعتبرون أنفسهم هم المواطنين حقا، والمستوطنون يدعون أنهم أهل هذه المدينة، وهنا يوجد نزاع على قدم وساق بين المحتل والمواطنين الأصليين الموجودين في البلدة. وأكد أن غرض حكومة الاحتلال ومستوطنيها هو تفريغ البلدة القديمة من سكانها العرب، وإتاحة الفرصة للمستوطنين في السكن، علما أن المستوطنين يسكنون في أمر وظيفي، ويوجد لهم منازل أخرى خارج أسوار البلدة القديمة في المستوطنات القائمة حول مدينة القدس.
إصابات بالاختناق في مواجهات بالخليل
أصيب عشرات المواطنين امس، بحالات اختناق وإغماء جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الصهيوني بحارة الكركي في مدينة الخليل. وذكر مراسل وكالة "وفا" أن المواجهات اندلعت بين المواطنين وجنود الاحتلال خلال اقتحامهم حارة الكركي، تخللها إطلاق قنابل الغاز والصوت صوب المواطنين ومنازلهم، ما تسبب بإصابة العشرات منهم بحالات اختناق وإغماء، وجرى علاجهم ميدانيا. وأضاف المراسل أن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب المبرح على الشاب محمد الرجبي (22 عاما) ما تسبب بإصابته برضوض وجروح في أنحاء متفرقه من جسده، نقل على إثرها إلى مستشفى محمد علي المحتسب في مدينة الخليل لتلقي العلاج.
يصرّ ناشطون أتراك وأجانب على المضي في تسيير رحلة ثانية لكسر الحصار على غزة تحت اسم "أسطول الحرية 2"، بعد أن انتهت الرحلة الأولى باستشهاد عشرة أتراك على يد قوات النخبة الصهيونية. وأعلن نشطاء من عدد من دول العالم في مدينة إسطنبول التركية عن ترتيبات دولية لتسيير أسطول بحري جديد لكسر الحصار عن القطاع يعرف باسم أسطول الحرية الثاني. ووفقا لهيئة الإغاثة التركية التي تنسق للمشروع، فإن ناشطين من مائة دولة سيشاركون في الأسطول الذي سيتحدى الحصار المفروض على غزة منذ أواسط عام 2007. وتأتي هذه الاستعدادات بعد أربعة أعوام من هجوم قوات "الكوماندوز" الصهيونية على سفينة مرمرة التي كانت في طريقها إلى القطاع ضمن قافلة أسطول الحرية الأول، مما أسفر عن استشهاد عشرة أتراك كانوا على متنها. وعلل المسؤولون عن الأسطول الجديد إصرارهم على تسييره رغم توقف الحرب على القطاع، باستمرار الحصار الصهيوني، وفق ما أكد عزت شاهين مسؤول العلاقات الدولية والدبلوماسية في هيئة الإغاثة الإنسانية التركية الدولية (IHH).
كسر الحصار وأكد شاهين ل"الجزيرة نت" أن العمل جار على قدم وساق لتجهيز الأسطول الجديد الذي "سيُعلَن عن تفاصيل انطلاقه وزمنه بموقف رسمي في الوقت المناسب"، مشيرا إلى أن "الحرب على غزة انتهت، لكن الحصار لم ينته بعد". وكان مسؤولو منظمات ومؤسسات غير حكومية من 12 دولة قد شاركوا في الإعلان عن انطلاق التحضيرات للأسطول الثاني، من بينهم ثلاث سيدات ورجل من اليهود الذين يناهضون "المشروع الصهيوني على أرض فلسطين". وعلق شاهين على هذه المشاركة بقوله إن رفض استمرار الحصار على غزة والعمل على كسره لا يعد من أولويات المسلمين والعرب وحدهم، بل صار هما لكافة أحرار العالم من مختلف الديانات والأعراق، وفي كل المواقع الحكومية وغير الحكومية. وأكد الناشط التركي أن هناك إقبالا كثيفا من الراغبين بالمشاركة في الأسطول على الالتحاق بالرحلة، معتبرا اختيار الفريق من بين المتقدمين أحد التحديات الكبيرة التي تواجه المشرفين على المشروع. وحول وجود ضمانات تمنع تعرض الأسطول الجديد لاعتداءات صهيونية، توقع شاهين أن لا تكرر "تل أبيب" (جريمتها) بعدما اضطرت للاعتراف بأنها ارتكبت خطأ وقدمت الاعتذار والتعويض لعائلات الضحايا.
وكانت العلاقات التركية الصهيونية قد وصلت إلى حد القطيعة بعد الاعتداء الصهيوني على سفينة مرمرة في 31 مايو/أيار 2010، ولم تعد إلى طبيعتها رغم إعلان المصالحة بين البلدين برعاية أميركية في ماي من هذا العام.
التجربة والضمانات
وتشير الاستعدادات لإطلاق الأسطول الجديد إلى رغبة أغلب الذين نجوا من حادثة مرمرة بالعودة مرة أخرى إلى قطاع غزة. وقال الكاتب والصحفي التركي أحمد فارول، إن معظم الذين كانوا معه على متن مرمرة في الأسطول الأول قد أعلنوا بوضوح رغبتهم بالمشاركة في الأسطول الجديد، مؤكدا جاهزيتهم الكاملة للانطلاق مهما كانت التحديات. وعزا فارول هذا الإقبال على المشاركة في الرحلة إلى "إدراك المشاركين لحجم الدور الذي سيؤديه تسيير الأسطول في كسر الحصار عن قطاع غزة"، مشيرا إلى أن نشطاء كسر الحصار يحملون مشروعا كبيرا لن يكلوا عن العمل لإتمامه. واعتبر الإعلامي التركي في حديثه للجزيرة نت "كسر الحصار عن قطاع غزة مسؤولية على عاتق من يعملون من أجل الحريات، ويناهضون انتهاكاتها في كل مكان من العالم". وعبر فارول عن اعتقاده بأن "إسرائيل" لن تكرر اعتداءها على النشطاء نظرا للثمن الكبير الذي دفعته لذلك، مشيرا إلى أن بوصلة الأسطول لن تنحرف عن مشروع كسر الحصار عن القطاع.
تحذير حقوقي من تنكيل الاحتلال بالأسير رائد موسى
حمل نادي الأسير في جنين، حكومة الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير المضرب عن الطعام لليوم الخامس على التوالي رائد فيصل فارس موسى من بلدة سيلة الظهر بجنين والبالغ من العمر خمسة وثلاثون عاما والذي يقضي حكما إداريا لمدة أربعة أشهر للمرة الثالثة على التوالي. وحذر نادي الأسير في جنين، حكومة الاحتلال الصهيوني من استمرار التنكيل بالأسير موسى في ظل امتناعه عن أخذ المدعمات ونقله من سجن النقب إلى جهة غير معلومة. وأضاف النادي، أن الأسير موسى وحسب إفادة رفاقه الأسرى، قبل نقله تعرض إلى عملية ابتزاز وتهديد من قبل السجانين من خلال الحضور إلى الغرفة المحتجز بها، وإخراج الأسرى من عنده، والتهديد باستخدام القوة، وإجباره على تناول الطعام إذا ما استمر بإضرابه، ما يعارض القوانين الدولية وحق الأسير في الإضراب عن الطعام من أجل تحقيق مطالبة العادلة، وعلى رأسها كسر سياسة الاعتقال الإداري الظالم بحقه ورفاقه الأسرى. ودعا أبو دياك الصليب الأحمر الدولى إلى سرعة التحرك والكشف عن مصيره وخاصة بأن الأسير موسى انقطعت الأخبار عنه منذ لحظة إبعاده عن رفاقه الأسرى.
متحدث قسامي: سنكشف عن عدة مفاجآت ب"العصف المأكول" قريبًا
قال متحدث بلسان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مساء الجمعة إن مفاجآت كثيرة خلال معركة "العصف المأكول" سيكشف النقاب عنها خلال الأيام المقبلة. وأكد المتحدث "أبو حمزة" خلال كلمة له بمهرجان "الانتصار" لتكريم شهداء كتيبة "الرضوان" شمال غزة أن القسام لديه أوراق قوة كثيرة لإجبار الاحتلال الصهيوني على الاستجابة لمطالب المقاومة. وشدد على أن معركة "العصف المأكول ستكون فاتحة الطريق أمام الانتصارات المقبلة حتى تحرير كامل تراب فلسطين". وأشار "أبو حمزة" إلى أن رحيل الشهداء لن يزيدهم في الكتائب إلا إصرارًا وعزيمة على حمل الراية ومواصلة طريق المقاومة، ودحر الاحتلال الصهيوني عن كامل التراب الفلسطيني.
مشير المصري: سنصنع صفقة جديدة لتحرير الأسرى
قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مشير المصري إن الشعب الفلسطيني على موعد مع صفقة "وفاء الأحرار 2" لتحرير الأسرى "مقابل الجنود الصهاينة الأسرى لدى المقاومة خلال معركة العصف المأكول". وأكد المصري خلال كلمة له بمهرجان "الانتصار" لتكريم شهداء كتيبة "الرضوان" شمال غزة، الجمعة، أن المفاوضات غير المباشرة ستصنع صفقة جديدة لتحرير أكبر عدد ممكن من الأسرى، مشددًا على أن المقاومة ستبقى الوفية لدماء الشهداء وآهات الأسرى. وأشار إلى أن حركته ستمضي بالمفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال، لنيل جميع مطالب الشعب الفلسطيني للعيش بحرية وكرامة، مبينًا أن لدى حركته وفصائل المقاومة أوراق قوة ستجبر الاحتلال على الرضوخ للمطالب الفلسطينية. وشدد المصري على أن "الاحتلال لم يحقق أيًّا من أهدافه خلال العدوان على قطاع غزة، بعدما استمرت الصواريخ بالسقوط بكثافة على المدن المحتلة، وبقيت الأنفاق تعمل حتى آخر لحظة، ونقلت المعركة إلى خلف خطوط العدو". وقال إن "المعركة المقبلة ستكون على أعتاب النقب وعسقلان وجميع أراضينا المحتلة، نحو القدس بإذن الله"، مشددًا أن من يحاول ابتزاز سلاح المقاومة من أجل الإعمار "واهم". وشهد المهرجان الذي نظمته حماس لتكريم عوائل شهداء الرضوان عرضًا عسكريًّا لعناصر "النخبة" في القسام، وتضمن عدة فقرات متنوعة.
الطفلان (ساهر ومحمد) هربا من الدمار فاستشهدا أمام المدرسة
بمجرد ذكر اسميهما في البيت يقطع الأطفال جولة اللعب في باحة البيت ويتجمعون قرب جدار علقوا عليه صورة الطفلين الشهيدين ويشرعا في حديث تختلط فيه إشاراتهم وحديثهم الطفولي. وحدها صورة ساهر محمد العبيط (11عاما) وابن عمه محمد عماد العبيط (16عاما) تستعدي ذاكرة الأطفال على سرد روايات طفولية، والدعاء لهم بالجنة أمام مراقبة الكبار الأكثر ألماً وحسرة. الطفلان "ساهر ومحمد" استشهدا في الحرب الأخيرة بقصف من طائرة بدون طيار بعد لحظات من خروجهما من مدرسة للإيواء في دير البلح تحت مرأى عائلتهم التي أصيب بعضها على بعد أمتار قليلة منهما.
تدمير البيت بعد أن قصفت طائرات الاحتلال إحدى الجمعيات الأهلية في حي "البصّة" بمدينة دير البلح، أدى القصف إلى دمار كبير في منزل المواطن محمد حيدر العبيط 34 سنة فتهدم منزل عائلته المكون من 3 طوابق. اضطرت أسرة محمد المكونة من (20) فرداً أن يلجئوا لأقارب لهم يقطنون منطقة مجاورة لمدرسة "المزرعة" التي أصبحت بعدها مصدراً لحكاية استشهاد طفلين من العائلة. يقول محمد: إنه "توجه وأسرته للمدرسة فوجد مركز الإغاثة يومها في حالة طوارئ قصوى، وأخبره أحد مسؤولي وكالة الغوث بضرورة العودة في اليوم التالي لتقييد أسماء عائلته التي دمر الاحتلال بيوتها". عاد محمد وعمه وشقيقه وأولادهم في اليوم التالي للمدرسة وبعد تقييد بياناتهم للالتحاق بمدرسة الإيواء علموا أنها خالية من الفراش، فعادوا أدراجهم ل:إحضار حاجياتهم. ويضيف: "خرجنا من المدرسة ومشيت أنا وعمي والشهيدان الطفلان، وعلى بعد عشرة أمتار كانت تمشي زوجتي ونساء أقاربي أمامنا، فقلت للطفلين الحقوا بالنساء، وعندما صارا في منتصف المسافة دوى صوت انفجار عنيف وثارت سحابة دخان، ولم أعد أر شيئا من الطفلين" . بعد لحظات تخلص محمد من هول الصدمة ليرى جثتين على الأرض، وقد أدى القصف لبتر في أطرافهما، وإصابات قاتلة، بعد أن كانت طائرة الاستطلاع التي شنت الغارة لازال طنينها فوق رؤوسهم. يشرد بنظره، ويتابع: "ابني ساهر بتر القصف رجله وكفة يده وأصيب في بطنه، وكان واضعا يده على إصابة بطنه ورأسه، أما محمد ابن أخي فدخلت شظية في عينه، وخرجت من رأسه، وجسمه كله شظايا، فاستشهد محمد على الفور، ولفظ ساهر أنفاسه بعد لحظات، أما عطا الله ابن عمي فأصيب بكسرين في عموده الفقري، ونعجز عن علاجه حتى الآن". تزامن القصف مع مرور طاقم صحفي بسيارته، وبينما كان الصراخ من الهلع يثور في المدرسة؛ انقسم القريبون من الحادثة بين مسعف ومصور يوثق مشهد القصف بهاتفه الخلوي. يلوّح والد الشهيد ساهر بيديه مستذكراً ما جرى، فيشير إنه لم يتمالك نفسه، فأسرع نحو ابنه وبدأ بالصراخ مناشداً بالإسعاف، حتى وصل المسعفون بعد دقائق ونقلوا الشهداء والمصابين إلى مستشفى شهداء الأقصى يتدخل "أبو محمد العبيط" ليروي جزءا من الرواية فيقول: "كوني عم والد ساهر وتضرر بيتي فقد صاحبتهم للمدرسة، وكل هدفنا كان العودة، لنحضر فراش، لكني شهدت الجريمة وأصبت في ظهري من قوة الانفجار". كما أصيبت في الحادثة والدة الشهيد ساهر وعم والده "أبو عماد" بجراح طفيفة بينما تشكل إصابة عطا الله 29 سنة حالة إيلام لكافة العائلة لأنه طريح الفراش على ظهره ولم ينل علاجه المناسب حتى الآن. ويعلّق "أبوتامر العبيط" والد المصاب عطا الله غاضباً: "ما وقع هو زلزال وحادث مروع .. عمل نازي من قتلة الأنبياء والرسل .. ما ذنب أطفال يقصفوا وشعب يحاصر 8 سنوات ثم يعيش حرب!!".
الحزن والتشرّد
تروي الطفلة هيا ابنة عم الشهيد ساهر الرواية فتقول: "رحنا على المدرسة وسجلنا للإيواء بعدين طلعنا ومشينا نجيب الفراش ونحن في الطريق قصفتهم الزنانة، أنا كنت معهم شفت أخوي عينه رايحة ومصاب بظهره .. أجت عمتي وعمي عبد الله وأخدنا الإسعاف". أما الطفلة إحسان (8 أعوام) شقيقة ساهر فتستخدم لغة الجسد أكثر من سابقتها فتشير للسماء عند ذكر الطائرة، وتلوح بذراعيها للتعبير عن شدة القصف متابعةً: "شفت ساهر وهو ميت مقطع على الأرض إيديه ورجليه، وابن عمي كان مصاب بعينه، وأنا خفت وصرت أبكي وصرخت". ولايزال المواطنون في غزة يتبادلون قصة استشهاد الطفلين "ساهر ومحمد"، لتكون واحدة من جرائم الاحتلال التي أثبت فيها استهدافه لتجمعات الأطفال.