في أحد بيوت المغرب العتيقة وخلال حقبة السبعينات والسنوات الأولى من حكم الملك المغربي الحسن الثاني، يختزل فيلم "جوق العميين" ملامح ذلك الزمن عبر قصة عائلة، ربها قائد فرقة موسيقية شعبية، وبإخراج غاية في الروعة وأداء متكامل، وتصوير رقمي حديث. المبهر في الفيلم الذي يدوم ساعة و 50 دقيقة، هو الأداء الراقي والاحترافي للطفل "إلياس الجيهاني" الذي لعب دور ابن رئيس الجوقة، وأتقن الشخصيات سواء أداء الحوارات، تعابير الوجه والجسد، ما يعتبر أمرا صعبا على طفل يبلغ 09 سنوات، بالموازاة كان أداء باقي الممثلين الأخير لا يقل اتقانا، إضافة إلى روعة الإخراج، الذي جسد السيناريو المليء بالكوميديا الاجتماعية، إضافة الى ذلك استعمال احدث تقنيات التصوير . ويشارك فيلم "جوق العميين" في مسابقة مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في طبعته الثامنة للأفلام الطويلة. العمل يصور السنوات الأولى من حكم الملك المغربي الحسن الثاني، وقصة "الحسين" قائد فرقة موسيقية شعبية يعيش برفقة زوجته حليمة في منزل عائلتها، رفقة ابنه "ميمو"، ةالذي يتخلله صخب كبير مصدره الوان وايقاعات الفرقة الموسيقية والراقصات الشعبيات، و يضطر موسيقيو الاوركسترا من الرجال للتظاهر أحيانا بالعمى من اجل العمل في الحفلات المخصصة للنساء والتي تنظمها العائلات المغربية المحافظة. حسين فخور جدا بابنه محمد ويضحي من اجله منذ مرحلة دراسته الابتدائية ليكون الاول في الفصل، لكن محمد سيقع في حب شاما خادمة الجيران الجديدة التي تكبره سنا ولكي لا يخيب ظن والده فيه خادمة يقوم بتزوير أوراق نتائجه المدرسية، هذا الطفل منبهر بعمه صاحب الأفكار التحررية والاشتراكية، ويبدأ في تقليده كالأعمى إلى أن يتحول الى نسخة طبق الأصل عنه. من جهته أكد مخرج الفيلم المغربي "محمد مفتكر" أنه استعمل أحدث تكنولوجيا السينما الرقمية، ومشاركته في مهرجان وهران يعتبر أول عرض خارج المغرب. وكشف أنه كان متخوفا من فكرة عرض الفيلم خارج المغرب بسبب الاختلاف اللهجة والواقع السوسيوثقافي مع الدول العربية الأخرى، وأضاف أن 50 بالمائة من قصة الفيلم واقعية تدور حول طفل يروي حكايته وتجربته الخاصة. وعن دور الأب الذي جسده الممثل "عبد الغاني سراق" أوضح المخرج انه في الأصل موسيقار ومغني وليس عازف كمان، لكن لأداء الدور تدرب لمدة طويلة على آلة الكمان لإعطاء مصداقية شخصيته. نفس الشيء للممثلة "سليمة بن مومن" التي جسدت دور الشيخة ذكر المخرج، أنه لا علاقة لها بالغناء ودفعها الى الاحتكاك مع هذا الميدان وحفظ الأغاني الشعبية، رغم أنه ليس صوتها من يغني في الفيلم. وقال: "الفيلم يتحدث على أواخر السبعينات في المغرب وأصنفها ضمن الكوميديا الاجتماعية، لا أريد أن احصر في هدا النوع، بل لي رغبة في الاشتغال على طبوع أخرى، الفيلم يحكي عن الحنين ولا يتضمن رسائل فلو أقحمت الرسائل لقتلت فيه الإحساس، في الفيلم 10 شخصيات ولا حاجة لأخرى لان هؤلاء أدوا دورهم بجدارة وفخور بالممثل المغربي وأيقنت أنه يمكنني الاعتماد عليه"