قام نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس الأركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق احمد قايد صالح، امس الأحد، بزيارة ميدانية تفتيشية إلى الناحية العسكرية الرابعة في ورقلة. حيث خصص قايد صالح اليوم الأول من الزيارة لمعاينة الوحدات المرابطة على الحدود الجنوبية الشرقية أين تفقد العديد منهاأ واسدى تعليمات وتوجيهات عملياتية تصب جميعها في الحفاظ على الجاهزية القتالية. وأشاد الفريق قايد صالح بالجيش الوطني الشعبي، خلال الكلمة التوجيهية التي بثّت إلى جميع وحدات الناحية بواسطة تقنية التحاضر عن بعد قائلا "إن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني يدرك تمام الإدراك وهو يؤدي واجبه المقدس على كافة ربوع الجزائر، بأنه مطالب اليوم على غرار أسلافه الميامين بالأمس بأن يكون على أهبة الإستعداد لأن يسطر، عند الاقتضاء، ملاحم بطولية، ويقدم التضحيات الجسام في سبيل وطنه، يخوضها بتصميم قوي وإرادة لا تقهر، في ظل قيادة وتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، لأنه يعي كل الوعي بأن الثقة التي وضعها فيه شعبه، هي من المكاسب النفسية والغالية التي لن يفرط فيها أبدا، وسيعمل دوما على تمتينها من خلال تحصين الجزائر وشعبها من أي مكروه". وأوضح قايد صالح أن الإضطرابات الأمنية التي تعيشها المنطقة تُنذر بعواقب غير محمودة على أمنها واستقرارها، وهو ما يُملي على أفراد الجيش الوطني الشعبي التحلي بالمزيد من الحرص واليقظة مبرزا "أنّ ما تعيشه منطقتنا في الوقت الراهن من اضطرابات وتفاقمات أمنية غير مسبوقة، تُنذر بالتأكيد بعواقب وخيمة وتأثيرات غير محمودة على أمن واستقرار بلدان المنطقة، وهو ما يملي علينا في الجيش الوطني الشعبي التحلي بالمزيد من الحرص واليقظة حتى تبقى الجزائر عصية على أعدائها و محمية ومصانة من كل مكروه، ويبقى مستقبلها، بإذن الله تعالى، بيد أبنائها المخلصين الذين يمضون في بنائها وهم يقدرون تاريخها حق قدره ويُقرون بالعرفان لمن صنع هذا التاريخ الحافل بالأمجاد والمليء بالعبر والدروس. ولا شك أن شهر مارس هو من أكثر الشهور تعبيرا عن مثل هذه الدروس التي تتجلى في التضحيات الكبرى التي قدمها الجزائريون عن طيب خاطر قربانا من أجل نيل حريتهم واستقلالهم وسيادتهم الوطنية. فذلكم هو الشهر الأغر الذي استحق عن جدارة بأن يحمل بين أيامه المنيرة شعلة عيد النصر الموافق ل 19 مارس من كل سنة، هذا العيد الذي نحتفل هذه السنة بذكراه الرابعة والخمسين". وذكّر الفريق، الحضور بأن المهام التي يؤدونها هي امتداد لتلك التي أداها الأسلاف الذين استطاعوا بفضل "إيمانهم" و "شجاعتهم" تحرير الجزائر واسترجاع سيادتها قائلا خلال الكلمة التي ألقاها على هامش الزيارة التي قاه إلى ورقلة "إن مهامكم الجليلة هذه، هي امتداد طبيعي ومنطقي لتلك التي أدتها بكل تضحية وفداء، الأجيال السابقة منذ اللحظة الأولى التي دنست فيها أقدام الاستعمار الفرنسي أرض الجزائر إلى غاية ملحمة الثورة التحريرية المظفرة، التي خاضها أسلافكم الميامين وحرروها بكل شجاعة وإيمان، ويعود لكم أنتم اليوم شرف صونها وحمايتها وحفظ حدودها، تمجيدا لتضحيات الشهداء الأبرار الذين سقوها بدمائهم الزكية، وهي بذلك تستحق منكم اليوم ومن كافة الأجيال المستقبلية، بأن تقدروا لهم هذا الصنيع وتثمنوا لهم هذه التضحيات، وتحفظوا أمانتهم وتذودوا عنها بأغلى ما تملكون، تقديرا منكم لأرواحهم الطاهرة وإخلاصا لهذه الأرض الشريفة، التي لا تزال كل ذرة من ذراتها تشهد على مدى ألإصرار الذي كان يسكن قلوب مجاهدي جيش التحرير الوطني".