تتضارب الأنباء حول ما تشهده حلب والمناطق الواقعة جنوبها، حيث تؤكد وسائل الإعلام الرسمية السورية تقدم الجيش وتكبيده المسلحين خسائر فادحة بعد هجمات الكليات، فيما ينفي المسلحون ذلك. وكالة "سانا" الرسمية السورية للأنباء، نقلت عن مصدر عسكري مطلع قوله إن الطيران الحربي السوري دمر عشرات العربات المدرعة والمصفحة المزودة بالرشاشات، إضافة إلى سيارات محملة بالذخائر، وقضى على أعداد كبيرة من الإرهابيين في كفرناها والأتارب وخان طومان وأورم الكبرى والزربة وخلصة، وفي محيط الكليات العسكرية في حلب.
ونفت "سانا" مزاعم الفصائل المسلحة حول ما تشيعه من أنباء عن تقدمها وتراجع الجيش أمامها، واعتبرت أن وسائل الإعلام "الشريكة في سفك الدم السوري" تشن حربا نفسية واسعة النطاق، وتبث عشرات الصور والمقاطع المفبركة.
صحيفة "الوطن" السورية بدورها، كتبت أن الجيش تمكن من قلب المعادلة في معركة جنوب حلب وجعل مسألة فك الحصار الذي يفرضه على مسلحي الأحياء الشرقية، مجرد أمنيات وأضغاث أحلام لن تبصر النور.
وذكرت "الوطن"، أن قوات الجيش استطاعت طرد ميليشيات "جيش الفتح" من جميع النقاط التي تسللت إليها داخل كليات المدفعية والتسليح والفنية الجوية، بعد أن قضت على المئات من أفرادها ودمرت لها كثيرا من آلياتها وعتادها.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها، أن الطيران السوري دمر عشرات آليات وعربات المسلحين بمن فيها من إرهابيين على محاور سراقب، والزربة والراشدين وأورم الكبرى وخان العسل ومعرة النعمان باتجاه حلب.
أما "نشطاء" المعارضة السورية، فقد تحدثوا عن اشتباكات متقطعة استمرت حتى وقت متأخر من الليلة الماضية بين قوات الجيش، ومسلحين في أطراف حلب الجنوبية والجنوبية الغربية.
وذكر "النشطاء"، أنه بين الفصائل المعارضة التي خاضت المعارك جنوبالمدينة، "الحزب الإسلامي التركستاني"، و"جبهة فتح الشام" إضافة إلى مقاتلين أوزبكيين.
وأكدوا أن الاشتباكات جرت في ظل تحليق الطائرات الحربية التي أغارت على مناطق القتال، حيث "منع القصف الجوي والمدفعي المدنيين من مغادرة أحياء حلب الشرقية، بعد أن زعمت فصائل المسلحين أنها فتحت ممرا آمنا بين أحياء حلب الشرقية والجنوبية للمدنيين.
وسائل إعلام الفصائل المسلحة من جهتها، أفادت يوم أمس السبت بأن مقاتلي ما يسمى ب"جيش الفتح" وبقية الفصائل، "تمكنوا من التقدم للالتحام بالفصائل الأخرى داخل حلب، عبر المنطقة الواصلة بين كلية التسليح والسادكوب ودوار الراموسة.
مراسل RT أفاد مساء السبت 6 أغسطس/ آب بأن المسلحين شنوا هجوما واسعا على كافة محاور الجهة الجنوبية الغربية في حلب، ونقل عن مصادر مطلعة وشهود عيان، أن الاشتباكات تجددت بشكل عنيف حول كلية التسليح وعلى محور الراموسة، وذلك بعد أن سبق للمسلحين وتقدموا نحو الكلية الفنية الجوية وسط اشتباكات مع قوات الجيش السوري.
وأضافت المصادر لمراسلنا أن محاولات الجيش لاستعادة كليتي المدفعية والتسليح قد فشلت، مشيرة إلى أن القوات السورية نجحت في صد الهجمات عن الكلية الفنية الجوية حتى حينه.
وذكرت أنه إذا ما تسنى للمسلحين السيطرة على الكلية الفنية الجوية، فإنهم سيتمكنون من فك الحصار عن مسلحي حلب في الأحياء الشرقية عبر منطقة الشيخ سعيد مقابل حصار أحياء حلب الغربية التي تعتبر منطقة الراموسة البوابة الوحيدة بالنسبة لها.
وكان الجيش السوري قد سيطر بدعم من القوات الرديفة، وتحت غطاء جوي من الطيران الحربي السوري والروسي قبل أيام على مناطق حيوية عند الطرف الشمالي من حلب، في محيط طريق الكاستيلو الممتد شمالا من حلب إلى تركيا.
كما استولى الجيش كذلك وبشكل كامل، على منطقة بني زيد عند الطرف الجنوبي من طريق الكاستيلو، وحشد تعزيزات إضافية لشن هجمات جديدة داخل المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضين المسلحة.
هذا، ويقبع زهاء ربع مليون مدني تحت وطأة الحصار والمعاناة في الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الزمر المسلحة في حلب، فيما أطلقت الحكومة السورية بالتعاون مع روسيا الخميس الماضي عملية إنسانية واسعة النطاق لإجلاء المدنيين عن المناطق المحاصرة، وجرى فتح ثلاثة ممرات آمنة للمدنيين ورابع للمسلحين ممن سيفضلون إلقاء السلاح والإفادة من العفو الذي أعلنه الرئيس السوري بشار الأسد عمّن يترك القتال.