تمكّن فجر أمس العدّاء الأولمبي والعالمي، الجزائري توفيق مخلوفي من إضافة ميدالية فضية جديدة إلى رصيده الشخصي ضمن اليوم قبل الختامي لأولمبياد ريو بعد أن حلّ ثانياً في سباق ال1500 متر في منافسات ألعاب القوى. ** كان قريبا جدا من الذهب
وقطع مخلوفي السباق بتوقيت قدره 3د و50ثا و11ج، خلف العدّاء الأمريكي ماتيو سونتروفيتش الذي حصد الذهب بتوقيت قدره 3د و50ثا و00ج، وحلّ العدّاء نيكولاس ويليس من زيلاندا الجديدة ثالثا ونال البرونزية بتوقيت قدره 3د و50ثا و24ج. وتعدّ هذه الفضية الثانية لمخلوفي بعد حصوله على نفس لون الميدالية في سباق 800 متر . وأصبح مخلوفي أفضل رياضي في تاريخ مشاركات الجزائر في الأولمبياد، حيث يجمع في رصيده 3 ميداليات، ويليه في المركز الثاني الملاكم حسين سلطاني (رحمه الله) الذي افتك برونزية فئة 57 كلغ في طبعة برشلونة 1992، وذهبية استحقاق اطلنطا 1996 لدى وزن 60 كلغ.
**لقد دونت اسمي في تاريخ الرياضة الجزائرية صرح توفيق مخلوفي أنه بنيله لميداليتين فضيتين في سباقي 800م و1500م يكون قد دون اسمه في تاريخ الرياضة الجزائرية والاولمبية بصفة عامة، وقال مخلوفي : " أنا فخور بنتيجتي،لقد وفقت في رهاني بنيل ميداليتين فضيتين في ال800م وال1500م وهذا ليس من السهل تحقيقه، صحيح أنني محبط قليلا للمركز الثاني في سباق ال1500م لكن تبقى الميدالية الفضية لها قيمة كذلك، أنا الآن في دائرة كبار الاختصاصيين، لقد دونت اسمي في تاريخ الرياضة الجزائرية والألعاب الاولمبية على السواء بحصدي لثلاث ميداليات في طبعتين".
** السباق كان جد بطيء والأمر حسم في الأمتار الأخيرة منه
وعن السباق صرح مخلوفي قائلا: " أنا محبط قليلا لأنني كنت قادرا على الفوز باللقب، السباق كان جد بطيء والأمر حسم في الأمتار الأخيرة منه، أنا محظوظ جدا عندما أرى عدائين كبار أمثال كيبروب أو إيغيدار خارجين عن منصة التتويج".
**أهدي هذا التألق للشعب الجزائري ولكل مسلمي العالم
و أكد مخلوفي بفضل نيله لميداليتين أولمبيتين في دورة واحدة أنه رجل المواعيد الرياضية الكبيرة : "لم أشك في مؤهلاتي،سطرت هدفا في ذهني وضحيت من أجل الوصول إليه، لقد حققت مبتغاي رغم أنه لم يكن سهل المنال، لقد عانيت الويلات منذ 2012، أنا راض وسعيد لتحقيق هذا التحدي، أهدي هذا التألق للشعب الجزائري لمساندته اللامشروطة ولكل مسلمي العالم دون أن أنسى عائلتي وكل من ساعدني" .
و هاجم مخلوفي وبشدة بعض مسؤولي الرياضة الجزائرية دون الكشف عن هويتهم لمحاولتهم إذائه على حد تعبيره في حين ثمن الإمكانيات المعتبرة التي خصصتها الدولة لمساعدة الرياضيين وتطوير الرياضة في البلاد .واتهم مخلوفي هؤولاء المسؤولين بخيانة الأمانة والتلاعب بالأموال الكبيرة التي تضعها الحكومة تحت تصرف الرياضيين وفى هذا الصدد أوضح قائلا:" الدولة الجزائرية خصصت إمكانيات معتبرة لمساعدة الرياضيين للتحضير في أحسن الظروف غير أنه وللأسف بعض مسؤولي الرياضة الجزائرية على كل المستويات لم يكونوا في مستوى المهمة التي أوكلت لهم، لقد خيبوا آمال الشعب الجزائري والسلطات المحلية". وواصل حديثه وبنبرة فيها الكثير من الحسرة قائلا : "هؤلاء الأشخاص يستغلون مناصبهم لتحقيق مآرب شخصية دون مصالح الرياضيين، لقد عانيت معهم طيلة السنوات الأربع الأخيرة أي منذ لقبي الاولمبي بلندن وماذا عسى أن يقول الرياضيون الآخرون غير المعروفين، الحكومة خصصت إمكانيات ضخمة لمساعدة الرياضيين الجزائريين لكن هؤلاء المسؤولين لا يفكرون إلا في مصالحهم الشخصية والنتيجة نراها اليوم في الألعاب الاولمبية''.
**لقد حاولوا إيذائي بشتى الطرق
و أضاف :''لقد حاولوا إيذائي بشتى الطرق. الرياضيون الجزائريون الذين شاركوا في العاب ريو كانوا قادرين على تحقيق نتائج أحسن بكثير من تلك التي سجلوها، للأسف هؤلاء المسؤولين يفعلون المستحيل لتحميل الرياضيين مسؤولية الإخفاق,حتى أنهم شككوا في مشاركتي في الموعد الاولمبي والبعض منهم كان يدلي بتصريحات للاستخفاف بي". وبالنسبة لمخلوفي الميداليتين الفضيتين بريو تعتبران ردا صريحا وجوابا لا لبس فيه لهؤلاء الذين ليس لهم علاقة بالرياضة في شيء .
** الفضيتين هي ثمرة تضحيات شخصية و كذلك مساندة الشعب الجزائري
ولم يتوقف مخلوفي عند هذا الحد واستطرد قائلا : " قالوا أن مخلوفي يملك كل شيء، له شقتين وسيارة .. في وقت كنت أؤكد فيه على التأخر المسجل في تحضيري للألعاب الاولمبية بسبب عراقيل إدارية لا معنى لها، النتيجة التي حققتها بريو هي ثمرة تضحيات شخصية و كذلك مساندة الشعب الجزائري وبعض الأشخاص خارج المجال الرياضي الذين أفضل عدم ذكرهم تفاديا لإزعاجهم".
** أهدي تتويجي لكل الملاكمين ومصارعي الجيدو
بالمقابل وجه مخلوفي تحية خاصة لبقية الرياضيين الجزائريين المشاركين في الألعاب الاولمبية بريو دي جانيرو وبالخصوص الملاكمين ورياضيي الجيدو: "أهدي تتويجي لكل الملاكمين ومصارعي الجيدو الذين بذلوا جهودا كبيرة للتأهل إلى ريو، غير أنه وحتى بعد تأهلهم لم يتم التكفل بهم بشكل جيد من أجل إبقاء الأمل في تحقيق نتائج أفضل".
**الألعاب الاولمبية لابد أن يسطر لها برنامج تحضيري لسنوات
مخلوفي وكغيره من الرياضيين يعتبر أن الألعاب الاولمبية لا تحضر في شهرين أو ثلاثة وختم يقول : "الألعاب الاولمبية لابد أن يسطر لها برنامج تحضيري لسنوات وليس لأشهر، باعتباري بطلا أولمبيا كان من المفروض أن أتفرغ لعملي وأن أركز على التحضير للموعد الاولمبي لا غير،لابد أن يضحي هؤلاء المسؤولين، في 2012 أنقذتهم بالميدالية الذهبية وهذه السنة ها أنا أنقذهم بفضيتين".
**الهادي ولد علي يرد على زلزال مخلوفي ويهنئه رفقة بورعدة تعهد وزير الشباب والرياضة الجزائري، الهادي ولد علي، بدعم توفيق مخلوفي الحائز على فضيتي سباقي 800 متر و1500 متر في أولمبياد ريو دي جانيرو. وجدد ولد علي، في رسالة تهنئة بعث بها إلى مخلوفي أمس ، التزام السلطات الحكومية، وخاصة وزارة الشباب والرياضة ببذل كل جهد ممكن من أجل تكريمه بالشكل اللائق. وأوضح وزير الرياضة أن الميدالية الفضية الثانية التي انتزعها مخلوفي ببراعة في سباق 1500 متر، تؤكد أن شجاعته وروحه القتالية كانت في مستوى الآمال المعلقة على قدراته وعزيمته. كما هنأ ولد علي، الرياضي بورعدة الذي حل خامسا في مسابقة العشاري باولمبياد ريو دي جانيرو، متعهدا بدعمه ومرافقته في تحضيراته من اجل الحصول على أفضل النتائج في المستقبل. وحطم بورعدة الرقم القياسي الإفريقي في اولمبياد ريو بعدما نجح في جمع 8521 نقطة. وقال ولد علي، في رسالة تهنئة بعث بها إلى بورعدة، إن مثابرته وارداته في الذهاب بعيدا من خلال التزامه ببذل كل ما في وسعه من اجل تشريف الرياضة الجزائرية في ريو، صنعت فخر شعب بكامله وأصبحت مرادفا للشجاعة والإرادة. وأكد ولد علي أن مشاركة بورعدة الأولى في الاولمبياد أظهرت مهارته وقدراته البدنية والذهنية على المضي قدما في مشواره كبطل، مشددا على أن الحكومة وخاصة وزارة الشباب والرياضة سترافقه في هذا التقدم.