فجر الهدف غير المحتسب لبرشلونة، في مرمى ريال بيتيس، الجدل القديم حول حاجة الكرة الإسبانية لتقنية المقاطع المصورة "فيديو"، التي ليس من المنتظر تطبيقها هناك قبل بداية الموسم المقبل. بيد أن الحكم لم يتمكن من رؤية الكرة، كما لم يتمكن أيضا من اللجوء للوسائل التكنولوجية؛ حيث لم تشتر الليغا، حقوق استغلال تكنولوجيا "عين الصقر"، التي تبث إشارات تنبيهية عند عبور الكرة خط المرمى. ومن بين جميع الدوريات الكبرى في القارة الأوروبية، يعتبر الدوري الإسباني هو المسابقة الوحيدة، التي لم تدفع مبلغ 4 ملايين يورو، التي يتكلفها الحصول على التكنولوجيا المذكورة في الموسم الواحد. وعلى النقيض، تمتلك إنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا تكنولوجيا "الفيديو"، أو "عين الصقر". وأثارت الواقعة، جدلا كبيرا، اتسعت رقعته بسبب قيمة نادي برشلونة، حيث تحدثت الصحافة الكاتالونية عن "فضيحة تحكيمية جديدة" وعن "الليغا المزيفة"، على خلفية الخطأ التحكيمي، الذي كان له بالغ الأثر في النتيجة النهائية لبرشلونة أمام بيتيس. ومن العجيب في هذا الصدد أنه عندما تمت الاستعانة بتكنولوجيا "الفيديو"، التي تضم "عين الصقر" وغيرها من الأدوات، خلال مونديال الأندية الأخير، ثارت الكثير من الانقسامات داخل الوسط الكروي الإسباني، حيث لم تنل الفكرة تأييد الجميع. وقال الكرواتي لوكا مودريتش، نجم وسط ريال مدريد: "إنها بطيئة للغاية، وتتسبب في الكثير من الارتباك. لم أصغ جيدا عندما كان الفيفا يشرح لنا ماهيتها، لكن بعد تطبيقها يمكنني القول أنني لا أتمنى أن يستمروا في الاستعانة بها". من جانبه، قال الفرنسي زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد: "تقنية الفيديو يجب أن تكون أفضل. إنها تثير الارتباك". ولكن ورغم ذلك، يبدو أن هناك حاجة ملحة لتطبيق هذه التقنية المهمة في الدوري الإسباني. وقال أليكس فيدال، لاعب برشلونة بعد اللقاء: "الحكم لا يتحمل المسؤولية. لا توجد تقنية عين الصقر". وتساءلت صحيفة "سبورت" الكاتالونية عن سبب تأخر إسبانيا عن الحصول على هذه التكنولوجيا، حيث قالت: "لماذا تكون إسبانيا الأخيرة دائما في تطبيق التكنولوجيا، التي تعمل في بلاد أخرى". وأكدت وسائل الإعلام الإسبانية أن تقنية" الفيديو" سيتم تطبيقها بدءا من الموسم المقبل في إسبانيا، على سبيل التجربة، وهو ما يعني تطبيقها في بطولة كأس الملك، وليس في بطولة الدوري. ويعود السبب في هذا، إلى ضيق الوقت الضروري لتدريب المسؤولين عن دراسة المواقف المختلفة خلال المباريات من خلال تقنية "الفيديو"، والتشاور مع الحكام في شأنها. وخلال ذلك الوقت سيستمر الجدل قائما طوال الموسم مع كل حالة مشابهة لتلك الحالة الخاصة ببرشلونة. وقال جوسيب بيبيس، المتحدث باسم الفريق الكاتالوني: "بالطبع، يجب الاستعانة بالتكنولوجيا المساعدة، وبهذا يمكننا الحيلولة دون نشوء مواقف كذلك، الذي حدث في المباراة، ولا أقول هذا لأنه يصب في مصلحتنا، لأنه في يوم ما لن يكون كذلك، ولكن أقول هذا من أجل الصالح العام للرياضة والتحكيم".