أكد البيت الأبيض، اليوم الاثنين، أن الولاياتالمتحدة تعتبر توجيه ضربات جديدة على مواقع القوات الحكومية في سوريا خيارا قائما، كرد على هجمات كيمياوية محتملة في البلاد. وفي رده على سؤال حول مدى استعداد السلطات الأمريكية لاتخاذ مثل هذه الإجراء، قال المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، في مؤتمر صحفي: "سنكون منفتحين أمام كل خطوات لاحقة في حال رؤيتنا مثل هذه العمليات". وأضاف سبايسر مشددا: "لو تقوم بقصف الأطفال بالغاز سوف تواجه ردا من هذا الرئيس(ترامب)". سبايسر: تدمير "داعش" سيهيئ الظروف لتشكيل قيادة جديدة في سوريا وفي سياق متصل، اعتبر المسؤول الأمريكي أن تدمير "داعش" هو أكبر عمل تستطيع الولاياتالمتحدة القيام به ل"تحرير السوريين"، لافتا إلى أن "القضاء على التنظيم سيهيئ الظروف الملائمة لتشكيل قيادة جديدة في سوريا عبر عملية سياسية".
سبايسر: لا أستطيع تصور سوريا مسالة ومستقرة تحت قيادة الأسد وفي تطرقه إلى قضية مصير الرئيس بشار الأسد، قال سبايسر: "لا أستطيع أن أتصور سوريا وهي تحظى بالاستقرار والسلام ويترأسها بشار الأسد". وأكد سبايسر، في الوقت ذاته، أن تنظيم "داعش" هو الذي يشكل التهديد الأكبر في الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة. سبايسر: نسعى إلى التعاون مع روسيا لتسوية الأزمة السورية وعلى صعيد ذي صلة، أشار سبايسر إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية "تسعى إلى التسوية في سوريا من خلال التعاون مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك روسيا". وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدةوروسيا لهما "مصالح مشتركة في ما يتعلق بداعش".
الضربات الأمريكية على سوريا يذكر أن الجيش الأمريكي أطلق، فجر يوم الجمعة 59 صاروخا من طراز "توماهوك"، من مدمرتين للبحرية الأمريكية، على مطار الشعيرات العسكري (طياس)، جنوب شرق مدينة حمص، وسط سوريا. وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه أمر بقصف مطار الشعيرات، زاعما أن هذه القاعدة الجوية هي التي انطلق منها الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب السورية يوم 04/04/2017، والذي أدى، حسب المعارضة السورية، إلى مقتل حوالي 90 شخصا، من بينهم كثير من النساء والأطفال. وأعلن الجيش السوري أن هجوم الصواريخ الأمريكية على مطار الشعيرات أسفر عن مقتل 6 عسكريين سوريين، فيما تحدث محافظ حمص، طلال البرازي، في مقابلة مع "RT"، عن مقتل 9 مدنيين جراء سقوط الصواريخ الأمريكية في المناطق السكنية قرب القاعدة، مضيفا أن 13 شخصا، هم 4 أطفال و9 نساء، أصيبوا جراء الضربة. واستنكرت كل من موسكو وطهران ودمشق هذه العملية، واصفة إياها بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي ولسيادة دولة مستقلة، إلا أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أكد، في رسالة وجهها إلى الكونغرس بشأن الضربات، التي شنتها الولاياتالمتحدة على سوريا، أنه سيتخذ خطوات إضافية لتأمين مصالح بلاده في مجال الأمن والسياسية الخارجية.