أعلن مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته ال 33، عن فوز الفيلم التونسي “أوغسطينوس ابن دموعها” بجائزة الانجاز الفني، إلا أن المفارقة هو أن الفيلم إنتاج جزائري تونسي مشترك، بين المركز الجزائري لتطوير السينما وشركة ctv التونسية لمالكها عبد العزيز بن ملوكه.. هذا السهو غير المقصود خلال إعلان نتائج التظاهرة المصرية مبرر جدا، بناء على الغياب التام للجهة الجزائرية المنتجة خلال الحدث، سواء بما يتعلق بفيلم أوغسطينوس، أو الأفلام الجزائرية الأخرى المشاركة، والمنتجة من ذات الجهة. الشريك التونسي المنتج للفيلم الروائي الطويل “أوغسطينوس ابن دموعها” دعم بقوة هذا العمل خلال مهرجان الإسكندرية الذي اختتمت فعالياته مؤخرا، وحرص على مشاركة الفيلم من خلال الإصرار على تسجيله في المسابقة، مع العمل على تواجد طاقم الفيلم بمصر، مرفقا بالمنتج التونسي، الذي أبدع في الترويج للعمل، وتنظيم عرض أول خاص هناك ب أوبرا الإسكندرية حضرته شخصيات بارزة، كانت لها فرصة بفقرة موسيقية قادها الموسيقار المبدع سليم دادة (مؤلف موسيقى الفيلم)، وبتواجد مجموعة من ممثلي الفيلم، يتقدمهم الممثل الجزائري ‘عماد بن شني'. العمل والاهتمام الذي قدمه المنتج التونسي، جعله يفتك وعن جدارة الجائزة بمهرجان الإسكندرية، كون مشاركته كانت محترفة، فاعلة وإضافة للحدث ببرنامجه هناك، وجعلت سقوط اسم الجزائر خلال إعلان التتويج بديهيا، لأنه لم يشارك من أجل المشاركة وفقط. ليس فيلم أوغسطينس الوحيد الذي لاقى فقط دعم صناعه في الإسكندرية، بل عدة أعمال أخرى، على غرار السورية منها في مختلف الفئات، كفيلم “الأب” للمخرج باسل الخطيب وفيلم “رجل وثلاثة الأيام” للمخرج جود سعيد، حيث حرصت الجهة المنتجة (المؤسسة العامة للسينما) هي الأخرى على التواجد ومساندة أعمالها، طيلة فعاليات مهرجان الإسكندرية. المنتج التونسي لم ينتصر لفيلم “أوغسطينوس ابن دموعها” في الإسكندرية وفقط، بل حتى في إنتاج الفيلم، ومضمونه، لأن العمل الذي يتناول شخصية المفكر والعلم أوغسطينس إبن طاغاست (مدينة سوق أهراسالجزائرية)، انحاز كليا إلى فترة حياته بتونس، وطغت المرحلة على حبكة العمل، فيما أكدت مصادر، أن الجهة التونسية اضطرت إلى التضحية خلال عملية المونتاج، بالمشاهد المتعلقة بالجزائر، وهذا بموافقة من المنتج الجزائري، فالفيلم مبني على قصتين، الأولى حول اوغسطينس، والثانية حول مخرج جزائري في الحاضر، يتتبع تاريخ هذه الشخصية، وهنا بالذات تم التخلي عن الكثير مما تم تصويره بسهولة، في سبيل تقليص عمر الفيلم، الذي على ما يبدو كان شديد الطول في البداية.