دعا رئيس الجمهورية, السيد عبد العزيز بوتفليقة, أمس السبت بوهران , الى "انتهاج سلوك اقتصادي طموح يحدوه الحس الوطني" من أجل عصرنة الصناعة الوطنية المحلية و تعزيز المؤسسات العمومية و الخاصة. و قال رئيس الجمهورية, في رسالة بمناسبة إحياء ذكرى تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين و تأميم المحروقات قرأها بإسمه وزير العدل, حافظ الاختام, الطيب لوح , "علينا أن ننتهج سلوكا اقتصاديا طموحا يحدوه الحس الوطني يجعل الدولة, بدلا من أن تتقوقع على نفسها في حمائية عقيمة للمؤسسات الوطنية, تؤسس سياستها على تحديث النسيج الصناعي و على التفاعل السليم بين المؤسسات العمومية و الخاصة في كنف احترام الأخلاقيات و المصالح العليا للأمة". و في هذا الصدد, أكد السيد بوتفليقة أنه "لابد من أن مبدأ الأفضلية للمنتوج الوطني أن يحكم الطلبيات العمومية" و انه على الحكومة أن تشجع المنتوج الوطني على الارتقاء في التنافسية و الوصول إلى "مرتبة مرموقة" في السوق الوطنية و البحث عن منافذ إلى الأسواق الدولية . من جهة أخرى, قال رئيس الجمهورية أنه " لا بد لتنويع اقتصادنا أن يقوم, أكثر فأكثر, على تكثيف النشاطات في مجال التكنولوجيا و النشاطات ذات القيمة المضافة العالية بما يتيح إعادة تغطية صناعية ذات جودة تواكب التطورات الهيكلية للصناعة العالمية". و لدى تطرقه الى التقلبات الحالية للأسواق النفطية التي تضرب كافة البلدان المنتجة, ذكر السيد بوتفليقة أن السلطات العمومية عملت على " تعزيز قدرة اقتصادنا على المقاومة بفضل سياسة جريئة لتسديد المديونية". و تابع السيد الرئيس يقول " هذه السياسة أتت أكلها, إذ أصبحنا قادرين على التصدي لهذه الأزمة بشجاعة و حزم و نحن مطمئنون على ما لدينا من هامش التحرك الذي يتيح لنا انتهاج خطة عمل فعالة للخروج من الأزمة". و بخصوص التسيير المالي, قال رئيس الجمهورية أنه لا بد لهذه السياسة "أن تحدد الفروع الاقتصادية المتخصصة و تراعي ترشيد النفقات و الحرص على التنافسية و أرباح الإنتاجية و الصرامة في التسيير". و ذكر الرئيس بوتفليقة فإن "الأهم في هذا المسعى القائم على الصرامة الشديدة في التسييري هو تجنب الإضرار بذوي المداخيل الضعيفة والتضحية بمبادئ العدالة الاجتماعية و التضامن الوطني".
بوتفليقة: تحديث الصناعة من خلال مسعى مهيكل طويل المدى أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس السبت بوهران أن تحديث النسيج الصناعي ينبغي أن يمر عبر مسعى مهيكل طويل المدى يسمح بتطوير اقتصاد يتمتع بالسيادة والتنوع. وفي رسالة له بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات, قرأها باسمه وزير العدل, حافظ الاختام, الطيب لوح , قال رئيس الجمهورية: "لقد أوعزت للحكومة أن تُقَدِّرُ للرهانات قدرها وأن تحدد المحاور الكبرى لمسعى مهيكل على المدى الطويل قصد تحديث النسيج الصناعي والارتقاء به إلى مستوى المقاييس الدولية في مجال التنافسية والامتياز التكنولوجي". وشدد السيد بوتفليقة في هذا السياق بأنه يتعين على الحكومة أن تتصرف ب"عمق" في الحَوْكَمَة الاقتصادية لهياكل الدولة والمؤسسات العمومية وتوفير شروط التناسق للمسارات الصناعية. وتابع السيد الرئيس يقول"على القطاع العمومي التجاري أن يضطلع بدور المحرك في هذه الدينامية ", كما يتعين, في نفس الوقت, تشجيع القطاع الخاص وجعله يستفيد من إجراءات التحفيز على الاستثمار و الابتكار. و أضاف الرئيس بوتفليقة أنه " لا ينبغي للشبيبة أن تنظر, من الآن فصاعدا, إلى مستقبلها من زاوية تقلبات أسعار النفط" مشيرا في هذا الإطار إلى ضرورة أن "نستخلص ما يجب من العبر ونعيد النظر في الاختلالات الهيكلية لاقتصادنا التي كانت سببا في شدة تأذينا من الأزمة التي اعتورت الأسواق النفطية منذ سنة 2014". وتابع رئيس الجمهورية بالقول: "لا يجوز للجزائر أن تكتفي بدور المصدر للنفط بل يجب عليها أن تُعْمِل عبقريتها الوطنية لكي تفرض نفسها كفاعل اقتصادي ناجع و تنافسي". "بذلك سنقلص من هشاشتنا أمام التقلبات الطارئة للأسواق النفطية ونجعل من الثروة المتمثلة في المحروقات أداة حقيقية لتنمية بلادنا"ي يضيف الرئيس بوتفليقة.
تحول طاقوي إرادي واعد وفي الوقت الذي أكد فيه على أن الجزائر صارت "فاعلا هاما في المجال الطاقوي" , شدد الرئيس على اهمية مواصلة تشجيع الصناعة البتروكيماوية التي تسجل انطلاقتها قصد تثمين موارد البلاد من المحروقات. و في مجال الطاقات المتجددة أبرز السيد الرئيس بأن الإشعاع الشمسي العالي المتوفر للبلاد يتيح لها طموحا كبيرا إلى "تحول طاقوي إرادي واعد". وسيكون مشروع إنجاز 22 جيغاوات الضخم بواسطة محطات شمسية في هذا السياق "مشروعا مهيكلا بامتياز سيقوم على أرضية صناعية قادرة على تفعيل العبقرية الوطنية تفعيلا كاملا وعلى خلق الثروة و مناصب الشغل, حسب الرئيس بوتفليقة. وقال رئيس الجمهورية بهذا الخصوص: "إننا نملكي في قطاعات مستقبلية كثيرة موارد تؤهلنا لأن نلتحق بنادي الكبار ونصبح فاعلا ناجعا في مجال التحول الطاقوي. وإني أولي عناية بالغة لهذا المطلب وأحرص على أن نعتمد موقفا إراديا ومتبصرا تتعبأ له كافة مؤسساتنا و جامعاتنا". كما أشار من جهة اخرى إلى قطاع الفلاحة الذي اعتبره مكمن هام لمناصب الشغل وكذا مصدر لتحسين الأمن الغذائي في البلاد.