أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر، عبد القادر طالب عمر، أنه حان الوقت للاتحاد الافريقي أن يتخذ موقفا جادا لإجبار النظام المغربي على التجسيد الفعلي لمضمون الميثاق التأسيسي للاتحاد، والبنود التي تنص على احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال. وأوضح السفير الصحراوي، في مقابلة مع جريدة الشعب، أنه لابد من ممارسة ضغوط قوية على النظام المغربي كي يرضخ للشرعية الدولية ويجلس إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا أنه "حان الوقت للاتحاد الافريقي أن يتخذ موقفا جادا لحمل النظام المغربي على التجسيد الفعلي لمضمون الميثاق التأسيسي للاتحاد، وخاصة البنود التي تنص على احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال، وتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي ووحدة أراضي الدول الأعضاء في الاتحاد وحل النزاعات بالطرق السلمية". وأضاف السيد طالب عمر، أن النظام المغربي "يخادع، يناور ويكذب" لأنه وقع على الميثاق التأسيسي الذي يقتضي قبول هذه المبادئ والانتقال إلى تطبيقها ميدانيا، إلا أنه في الحقيقة "يقول بلسانه ما ليس في قلبه ويوقع بيديه ما ليس في نواياه"، ومن كانوا يشكون أن انضمامه للاتحاد "مناورة ومؤامرة لتحقيق أجندة معينة، معهم حق". وفي المقابل، أبرز السفير أن الاتحاد الافريقي متمسك بموقفه تجاه القضية الصحراوية، مشيدا بمواقفه خلال عدة مواعيد فرض فيها حضور الدولة الصحراوية ك"عضو كامل الحقوق" وبالتالي فإن النظام المغربي، كما لاحظ، "يمنى بالفشل تلو الآخر". أما عن الزيارات التي يقوم بها الرئيس الصحراوي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، ابراهيم غالي، إلى عدد من الدول الافريقية، قال السفير، إنها استهدفت البلدان التي تعتبر هامة ومؤثرة في إفريقيا عموما وحتى في السياسة الدولية، مثل جنوب إفريقيا وعضويتها في منظمة البريكس، وهي "مهمة جدا" في الظرف الحالي، لأنها تأتي قبيل انعقاد القمة الافريقية بموريتانيا، وتأتي أيضا في فترة عهدة بعثة المينورسو، ستة (6) أشهر. كما اعتبر السيد طالب عمر أن هذه الزيارات "ناجحة وسيكون لها تبعاتها مستقبلا"، بالنظر إلى البيانات المشتركة الصادرة بعد اللقاءات التي جمعت الرئيس الصحراوي برؤساء الدول ورؤساء البرلمانات ورؤساء الحكومات والأحزاب، والتي أكدت كلها على "دعم كفاح الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير والاستقلال"، وطالبت ب"التعجيل بالاستفتاء ووضع حد لحالة الجمود".
تهديدات المغرب هدفها "الابتزاز والضغط... ووقف إطلاق النار يخدمه أكثر مما يخدمنا"
ولفت السفير الصحراوي، إلى أن "المغرب مازال يضع العراقيل من خلال الأكاذيب والاتهامات أحيانا باستعمال المنطقة العازلة، ومرة بافتعال علاقات باطلة بين البوليساريو وحزب الله وإيران، وكلها حجج للتملص من هذه المفاوضات والتهرب منها"، داعيا الأممالمتحدة لأن "تقوم بالضغط الكافي لتحمل المغرب على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وأن يضع حدا لهذه الأكاذيب"، لأنه "إذا لم يكن هناك رد فعل قوي لن يكون هناك تقدم". وفي رده على سؤال حول "تهديدات المغرب بشن حرب على جبهة البوليساريو"، قال السيد طالب عمر، "جبهة البوليساريو لا تريد أن تكون سباقة لإعلان الحرب، وهي مستعدة للمفاوضات"، وتلك التهديدات هدفها "الابتزاز والضغط"، وشغل الرأي العام الدولي عن جوهر القضية الصحراوية، مذكرا بأن المغرب هو من طالب بوقف إطلاق النار لأنه تضرر كثيرا، وبالتالي، كما أكد، فوقف إطلاق النار يخدم المحتل المغربي "أكثر مما يخدم الصحراويين". وأدان السفير الصحراوي، في ذات المقابلة، انحياز فرنسا "المكشوف" للمغرب عبر محاولة تأويل للمنطقة العازلة والايهام بأن بئر لحلو وتيفاريتي ضمن المنطقة العازلة، وهذا يتناقض مع الاتفاقية رقم 01، وجعل روسيا، الصين وإثيوبيا تمتنع عن التصويت، ضمن مجلس الامن، لأنها رأت فيها محاولة لتغيير وضع المناطق المحررة. كما اعتبر الدبلوماسي الصحراوي، موقف الولاياتالمتحدة من النزاع "متميزا"، وأشار إلى أنها تحاول الحفاظ على نسبة من مصداقية الأممالمتحدة، وطالبت بتمكين المينورسو من آلية لمراقبة حقوق الإنسان، معربا عن أمله في أن تلعب واشنطن دورا في إيجاد الحل، كما دعا الحكومة الاسبانية الجديدة لتسجيل موقف مشرف لإسبانيا عبر معالجة خطئها التاريخي. وعن اتفاق الصيد الجديد بين الاتحاد الأوربي والمغرب المزمع صياغته، وإمكانية انتهاكه لقرار محكمة العدل الأوروبية، قال السيد طالب عمر، إن "فرنسا واسبانيا تدفعان بعض الدول الأوروبية للسير عكس القرار"، مشيدا بموقف نائب رئيس البرلمان الأوروبي، الذي قال إنه "لن يسمح بالموافقة على اتفاق يضم الأراضي الصحراوية". وأشاد السفير أيضا بموقف مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية، حيث ستكون هناك مظاهرات شعبية "كي تحترم أوروبا قوانينها وحتى لا يقع التآمر عليها".