استقبل امس رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي الذي يقوم حاليا بزيارة للجزائر و قد حضر اللقاء الذي جرى بإقامة جنان المفتي كل من رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح و الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل كما أستقبل الغنوشي من قبل أحمد أويحي الوزير الأول. وتم خلال اللقاء بحث سبل تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين واستعراض التطورات الأخيرة فى المنطقة خاصة في تونس. وكان راشد الغنوشي الذي بدأ السبت المنقضي زيارة رسمية للجزائر تستغرق ثلاثة أيام فى أول زيارة يقوم بها خارج تونس إثر انتخابات 23 أكتوبر لانتخابات مجلس تأسيسي قد أكد عقب لقائه بقيادات حركة مجتمع السلم أن حركته تريد من خلال توليها مقاليد الحكومة صنع نموذج عن الإسلام الهادئ وليس إسلام التهديدات فيما كان قد استقبل زعيم النهضة من قبل بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني وقبلهما رئيسي غرفتي البرلمان عبد العزيز زياري ومجلس الأمة. وأضاف الغنوشي أن الإعلان الرسمي عن هذه الحكومة سيتم نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر المقبل كأقصى تقدير مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يكون حمادي الجبالي أول رئيس لحكومة ائتلاف وطني تؤسسها الثورة مبديا تفاؤله بشأن قيام حكومة ائتلاف وطني تجسد قيم الثورة وتحقق أهدافها في العدل والحرية موضحا في السياق ذاته أنه بعد انعقاد الجلسة الأولى للمجلس الوطني التأسيسي و انتخاب رئيسه سيتم الاتفاق على القوانين المنظمة للسلطات العمومية ليقوم - يضيف المتحدث - بعد ذلك رئيس الدولة بتكليف رئيس الكتلة النيابية الأكبر بتشكيل الحكومة. وقال رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية، راشد الغنوشي في تصريح سابق أنه قدم للجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وأنه يريد من خلال هذه الزيارة الاستفادة من التجربة الجزائرية في الانتقال الديمقراطي مؤكدا أن حركته تريد من خلال توليها مقاليد الحكومة في تونس صنع نموذج عن الإسلام الهادئ وعن السلم، وليس إسلام التهديدات. وعن العلاقات مع الجزائر، أكد الغنوشي أنها "عميقة وإستراتيجية"، وأن حركته تريد الحفاظ على هذه العلاقات وتطويرها، حيث قال "نؤكد عمق وإستراتيجية العلاقة بين أفراد الشعب الواحد التونسيوالجزائري منتقد في ساق ذي صلة بعض المظاهر التي كانت في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي خاصة ما تعلق منها بالمعاملة مع الإسلاميين كمسائلة المواطنين عن عدم حلق اللحية ولبس الحجاب، معتبرا أن ذلك ضد الديمقراطية والحريات الشخصية، وتوعد بعدم الرجوع إلى عهد الدكتاتوريات. و أكد رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي يوم الأحد بالجزائر أن المجلس التأسيسي الذي سينعقد غدا في تونس من شأنه أن يعيد بناء الدولة "على أسس صحيحة و ديمقراطية تعبر عن ارادة الشعب". وعقب استقباله من طرف رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني أكد الغنوشي في تصريح صحفي أن هذا البرلمان التونسي الجديد سيعيد بناء الدولة التونسية "على أسس صحيحة و ديمقراطية تعبر عن ارادة الشعب ليس فيها اقصاء أوتدجيل أوتزييف". وأضاف أن تونس "تستشرف هذه المحطة المهمة التى سيعاد فيها بناء الدولة بحيث ستنبثق حكومة ائتلافية تقودها حركة النهضة بتحالف مع حزبين مهمين مناضلين (حزب المؤتمر من أجل الجمهورية برئاسة الدكتور منصف المرزوقي وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات برئاسة مصطفى أبو جعفر). و في نفس السياق أكد الغنوشي أن حمادي الجبالي الرجل الثاني في حركة النهضة "سيكون رئيس أول حكومة ائتلاف وطني تنتجها الثورة التونسية". وأبرز أن هذا التحالف "ليس جديدا" مذكرا أن "حركة النهضة قد ناضلت مع هذين الحزبين وأحزاب أخرى ضد الدكتاتورية" في تونس. وأردف قائلا أن تونس تريد أن تصنع "نموذجا يدرأ عن الاسلام صفة الارهاب وصفة التعصب والتطرف و معاداة الديمقراطية و كل ما هو خير". ونموذج الأمة التونسية منذ القرن التاسع عشر في حركاتها الاصلاحية —يقول الغنوشي— هو "كيف يمكن أن نزاوج في توليفة جميلة بين الاسلام والحداثة والديمقراطية". وأشار إلى أن زيارته للجزائر تأتي ايضا في هذه المرحلة "الحساسة و المهمة" التى تمر بها تونس للاستفادة من التجربة الجزائرية التى لها "سبق في العمل السياسي الديمقراطي" و تهدف إلى "توثيق صلات الاخوة و المودة القائمة بين الشعبين الجزائري و التونسي". و يذكر أن رئيس حركة النهضة التونسية شرع منذ أمس السبت في زيارة للجزائر. و تجدر الإشارة إلى أن الغنوشى كان قد أقام بالجزائر لمدة عامين اعتبارا من 1989 بعد هروبه من ملاحقة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن على ثم أقام بالسودان وأستقر أخيرا بالعاصمة البريطانية لمدة 19 عاما قبل عودته لبلاده بعد هروب بن على .