دخل الرئيس الفرنسي حملته الانتخابية الجديدة كعادته دوما من ملفات التاريخ، وهذه المرة كانت من يسميهم "بالحثالة" هم رهان السباق للوصول إلى قصر الإليزيه للمرة الثانية، فالرئيس ساركو الذي فقد من وعائه الانتخابي ارقاما هامة يبحث عن تعويضها من أصوات الحركى ولهذا تبنى قانون يجرم كل من يسيء إلى الخونة، رغم أن هؤلاء في العرف الفرنسي وحتى في العرف الساركوزي ليسوا سوى حثالة تعيش في الضواحي، ولكن السياسة لها حسابات أخرى، فعدد الحركى وابنائهم واحفادهم قد يصلون إلى مئات الآلاف وهذا الرقم يمكنه حسم اي انتخابات رئاسية، خاصة وان الفرنسيين غير راضين تماما على سياسة رئيسهم العنصري، لكن لا يمكن لوم الرئيس الفرنسي على اتخاذه هذا الموقف الجديد القديم، فهو يبحث عن مصلحته في بلاده، ولا أحد يلومه وهو حر في تكريم الحثالة وإهانة "الرجالة" لكن المشكلة أن هذا الفعل جاء بعد غياب رد الفعل الجزائري، لأننا سنكون أحرارا لو مررنا قانون تجريم الإستعمار ولكن لحسابات سياسية هنا وهناك لم يمرر القانون، ولأنه لم يمرر فقد فهم ساركوزي أن الأمر يعد ضوء أخضر لاستغلال التاريخ واهانة الجزائر لمصلحته الخاصة وليس حتى مصلحة فرنسا، لذا على البرلمان القادم أن يتخذ موقفا من قانون تجريم الاستعمار بشجاعة ويقطع الطريق على الاهانات الفرنسية وإلا فإننا سنكون دوما رهن السياسة الفرنسية كظهر يركب وضرعا يحلب.