ها هي البطاطا التي ظفرت بلقب عروس المائدة عن جدارة بعد الارتفاع الجنوني لسعرها مؤخرا تستقطب أكثر من 11 ألف زائر من مختلف ولايات الوطن للصالون الدولي للبطاطا "بطاطيس 2012" في طبعته الرابعة الذي اختتمت فعالياته مساء أمس الأول الخميس بمستغانم إقبال. واستقطبت هذه التظاهرة طيلة ثلاثة أيام مهنيي مختلف فروع هذه الشعبة من منتجين للبطاطا وبذورها والمتعاملين الاقتصاديين منهم من ينشطون في مجالي الخدمات والتسويق حيث سجل إقبال متزايد على الجناح المخصص للعتاد الفلاحي. وحسب بعض المتعاملين فان اقتناء مثل هذا العتاد يسمح لهم بتدارك النقص المسجل في مجال اليد العاملة وذلك في ظل "عزوف الشباب عن خدمة الأرض رغم الأجور المحترمة المقدمة ". وشهد الصالون الذي أصبح تقليدا سنويا ومسجلا في المعارض الدولية عرض مختلف أنواع البطاطس والبذور وخرجات ميدانية من قبل بعض المؤسسات الأجنبية المختصة في إنتاج وتسويق بذور هذا المنتوج إلى مختلف المستثمرات الفلاحية بالمنطقة. كما قدمت بالمناسبة أيضا مجموعة من المحاضرات أبرز من خلالها المهنيون كيفيات إنتاج بذور البطاطس وطرق المعالجة باستعمال الأسمدة والتقنيات الحديثة المستعملة في عمليات الغرس والجني بواسطة العتاد الفلاحي وغيرها. وللتذكير فقد شارك في هذه التظاهرة زهاء 130 متعاملا من داخل وخارج الوطن من بينهم هيئات وشركات تنشط في هذه الشعبة ومنتجون للبطاطس وبذورها ومتخصصون في العتاد الفلاحي. وقد نظم الصالون بمبادرة من وكالة "اش ام للإتصال" والمجلة المتخصصة "قرين ألجيري" بالتنسيق مع الغرفة الوطنية للفلاحة والديوان الوطني لما بين المهن للخضر والفواكه وولاية مستغانم. من جهتهم اعتبر الفلاحون المشاركون في الصالون الدولي للبطاطا ارتفاع تكلفة وسائل الإنتاج والمضاربة هي عوامل تقف وراء ارتفاع أسعار هذه المادة ذات الإستهلاك الواسع. وأوضح بعض المنتجين في تصريحات أن "ارتفاع" أسعار البذور بمختلف أنواعها والأسمدة والأدوية "ساهم بشكل كبير" في ارتفاع أسعار البطاطس عبر الوطن. حيث ارتفع سعر الأسمدة من 3000 دج إلى أزيد من 5500 دج للقنطار الواحد وكذا بذور البطاطا التي تجاوزت 9 آلاف دج للقنطار حسب كل صنف وكذا الأدوية لمعالجة المنتوج من مختلف الأفات منها "الميلديو" و"التراناريا". واوضح المشاركون أن هناك بعض التجار "المتسببين في ارتفاع أسعار هذه المواد" المساعدة على الإنتاج على اعتبار أنها مطلوبة بكثرة في السوق لتحقيق إنتاج ومردود جيد خلال الموسم الفلاحي داعيا إلى "تشديد المراقبة" للقضاء نهائيا على "مشكل المضاربة"، إضافة الى "نقص اليد العاملة" في مجال الفلاحة ساهم أيضا في ارتفاع أسعار البطاطا حيث يعزف الشباب عن خدمة الأرض وهو ما دفع إلى جلب يد عاملة من خارج الولايات المجاورة "بصعوبة كبيرة".