أفادت صادر صحراوية متطابقة أن منطقة الخنكة التاريخية شهدت "تمشيطا مكثفا برا وجوا من طرف قوات الاحتلال المغربية وتمت محاصرة كل المنافذ المؤدية من وإلى المنطقة التي شهدت انطلاق أول عملية مسلحة شنها جيش التحرير الشعبي الصحراوي ضد الاحتلال الاسباني والمغربي فيما بعد. ولازالت المنطقة تخضع لحملة تمشيط مدققة بطائرات الهيلكوبتر وسيارات الدفع الرباعي التابعة للدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية، حيث أصبحت الخنكة منطقة محاصرة وممنوعة على المارة ذهابا وإيابا وأقامت قوات الاحتلال عددا من مراكز ونقاط تفتيش ثابتة ودوريات متحركة بالمنطقة". وجدير بالذكر ان موقعة الخنكة مكان لإطلاق أول رصاصة للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، معلنة بذلك عن اندلاع الكفاح المسلح العنف الثوري ضد الاحتلال الاسباني حينها بعد عشرة أيام من تأسيس جبهة البوليساريو كخيار لا بد منه. ويأتي هذا إثر تخليد الجماهير الصحراوية بالمدن المحتلة ومدن جنوب المغرب، يوم أمس الخميس بمنطقة الخنكة التاريخة، الذكرى ال39 لاندلاع الكفاح المسلح في الصحراء الغربية، وذلك لأول مرة وفي ظرف استثنائي لربط الماضي بالحاضر وإزاحة الستار أمام الأجيال الصاعدة للاطلاع على محطة تاريخية مضيئة شكلت النواة الأولى للعمليات المسلحة التي شنها جيش التحرير الشعبي الصحراوي ضد الاحتلال الاسباني والمغربي فيما بعد. وأكدت مصادر اتحاد الصحفيين الصحراويين بالأراضي المحتلة ان الجماهير الصحراوية أقامت مراسيم احتفال منقطعة النظير على موقعة الخنكة ذات الدلالة والأبعاد التاريخية، مفتتحة الاحتفال بتحية العلم الوطني للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بعد 39 سنة على مرور الحدث التاريخي، قبل ان يتم ترديد شعارات بحناجر تصدح عاليا بنشيد النار والحديد وحمل لافتات تخلد الحدث بمنطقة بالخنكة. وتخللت الاحتفال كلمات ومداخلات صبت في مجملها في أهمية الذكرى، التي تعتبر حلقة من ضمن العديد من الحلقات التي تنتظر الشعب الصحراوي لترجمة شعار "بالبندقية ننال الحرية"، وبحكم ان المرحلة هي من مراحل الكفاح الوطني المضيئة والمشرقة التي منحت الشعب الصحراوي القوة الذاتية والمعنوية ليسطر الملاحم والبطولات من أجل طرد الاحتلال من أرض الساقية الحمراء ووادي الذهب، رغم قلة العدة والعدد وتكالب الأعداء ضد إرادة الشعب الصحراوي. وقد اختتمت مراسيم الاحتفال بقراءة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء الخنكة وكافة شهداء القضية الوطنية وعلى رأسهم مفجر ثورة العشرين ماي الخالدة، الشهيد الولي مصطفى السيد .