إكتشف أحد المصادر الإعلامية في المغرب يوم أمس وبعد سنوات طويلة أن التطاول والإساءة للإسلام ونبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم لم يقتصر على أعداء الإسلام في الدانمارك أو في فرنسا وفي الغرب بصفة عامة، بل وصل هذه المرة إلى مقررات تدرس لتلاميذ مغاربة مسلمين. وثارت حملة مغربية ضد صور مزعومة للنبي -صلى الله عليه وسلم- تدرس في ثانويات البعثة الثقافية الاسبانية ضمن المقرر الدراسي للقسم الخامس من التعليم الثانوي، الذي يقدم دروسا تتناقض وحقيقة سيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وتعرض صورا مزعومة له وهو يضع الحجر الأسود في الكعبة الشريفة، وصورة أخرى له وهو محاط بالصحابة ضمن جزء التاريخ والعلوم الدينية، المدرج في كتاب العلوم الاجتماعية رقم 2 (الجغرافيا والتاريخ) الصادر عن دار النشر "أمايا"؛ ففي الصفحة 95 من الكتاب المذكور يقدم هذا الأخير، على حسب نفس المصادر المغربية، تعريفا عن الكعبة الشريفة حيث يصفها ب "الضريح" كما يعرض شروحات حول بنائها وتاريخها. وندد عدد من أولياء أمور التلاميذ بعرض صور مزعومة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لأبنائهم، كما استنكروا هذا المقرر المدرسي الذي يقتنيه الآباء بأنفسهم من مدينة سبتة منذ سنوات، فيما ذكر آخرون أنهم يجهلون محتوى الكتاب نظرا إلى عدم إحاطتهم باللغة الإسبانية باستثناء بعض المفردات العامة التي يعرضونها على مدير الثانوية قبل تسجيل أبنائهم فيها نظرا إلى اشتراط هذه الأخيرة إتقان الأباء للغة الإسبانية. والغريب أنه لم يثر هذا التصرف اللاأخلاقي والمعادي للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم، أي ردة فعل منذ سنوات طويلة من وزارة التعليم المغربية ولا من المسؤولين المغاربة المكلفين بمراقبة المناهج ومقررات الدراسة الخاصة بالبعثات الأجنبية ولا المسؤولين السياسيين الذين يسمحون بتلقين التلاميذ المسلمين المغاربة مقررات دراسية تتجرأ على تقديم صور مزعومة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وللصحابة. وقد سبق وأن نفى مسؤول رفيع المستوى بوزارة التربية الوطنية المغربية علمه بوجود هذا المقرر الدراسي، وأوضح، في تصريح ل"المساء" المغربية ، أن البعثات الأجنبية التي يرخص لها بالمغرب لممارسة مهنة التدريس تربطها اتفاقات بالوزارة الوصية تلزمها باحترام مقدسات البلد وحدوده الجغرافية والسيادية. وكشف المسؤول ذاته أنه سبق لمصالح الوزارة أن تدخلت لحذف مقرر دراسي اعتمدته إحدى المدارس الأجنبية بمدينة الجديدة. وأبرز المسؤول ذاته أن الوزارة ستتحرى حول الموضوع وفي حالة تأكد صحة ما طرحه هؤلاء الآباء فإنها ستتدخل لدى المصالح الديبلوماسية الإسبانية بالمنطقة من أجل حذف ذلك المقرر. وللعلم أن مجلة "استوريا" الفرنسية التي نشرت في أعداد لها سابقا صورة مزعومة للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كانت توزع بالمغرب بالإضافة إلى مجلة "اكسبريس انترناشيونال" الأسبوعية الفرنسية أيضا والتي نشرت ملفا مكونا من عشر صفحات تظهر على غلافه صورة تزعم المجلة أنها للرسول -محمد صلى الله عليه وسلم- وللسيد المسيح عليه السلام كانت توزع بالمغرب. والاغرب من ذلك -حسب بعض المتتبعين للشؤون المغاربية- أن الصحافة المغربية لم تتحرك ضد الاساءة للرسول الكريم طيلة فترة زمنية طويلة وانتفضت يو م أمس بعد أن اكتشف أن تلك المقررات تتضمن صورا مزعومة للرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. وقد فسر البعض ذلك بأن تلك المقررات تضمنت مؤخرا خريطة للصحراء الغربية مما أثار سخط العرش الملكي وانقلب السكوت وعض الطرف عن نشر صور الرسول الكريم إلى مادة إعلامية دسمة أعطي الضوء الاخضر فيها لكشف "فضيحة الصور" فهل نصرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يا "أمير المؤمنين" تكون محل مساومة؟