كشف محمد مزيان، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للمحروقات ''سوناطراك"، عن وضع استراتيجية وطنية جديدة لمعالجة مشكل هجرة الإطارات والمهندسين إلى الشركات الأجنبية، وذلك عن طريق توفير كل المتطلبات الضرورية للعمل وتقديم كل التحفيزات التي من شأنها أن تحافظ على الموارد البشرية للمؤسسة ووضع استراتيجية خاصة لمواجهة الوضع الذي تفرضه المعطيات العالمية في ظل الأزمة المالية، وتراجع الطلب العالمي على النفط الذي تسبب في تدهور الأسعار، مشيرا إلى أن مجمعه يحاول التكيف مع الوضع الحالي للمحافظة على كمية الإنتاج الحالية. وأوضح محمد مزيان، أمس في كلمة ألقاها بمناسبة اليومين الدراسيين حول الأبعاد الاستراتيجية للمؤسسة الوطنية للهندسة المدنية والبناء "جي. سي. بي" التي تعتبر من اكبر الفروع التابعة ل "سوناطراك" المنعقدين بفندق الأوراسي، أن الرهانات والتحديات الجديدة التي تواجه المؤسسة تفرض عليها إعادة النظر في السياسة المطبقة في جميع المجالات، خاصة فيما يتعلق بالعنصر البشري للمؤسسة التي عرفت نزيفا حادا في المهندسين والإطارات، نظرا للأجور المغرية والتحفيزات التي تقدمها الشركات الأجنبية، هذه الأخيرة فرضت على المجمع الدخول للمنافسة في السوق البترولية وعمليات التنقيب والبحث، إضافة إلى توسيع الاستثمار خارج المحروقات، في إشارة إلى تعزيز مكانة سوناطراك في الأسواق البترولية والغازية الدولية، ومواصلة عصرنه نشاطات التسويق إلى جانب تعزيز أسطول النقل البحري للمحروقات من خلال اقتناء بواخر جديدة. وفي سياق آخر أشار المدير العام إلى تسطير برنامج عمل خاص بالمؤسسة في السنوات القادمة يرتكز أساسا على التكوين من أجل رفع أداء عمالها، وخصصت من أجل ذلك نسبة 8 بالمئة من أجور الشركة خلال سنة 2009 لتكوين أكثر من 50 بالمئة من إطارات المجمع، وهو ما يعادل قيمة 80 مليون دولار. وأضاف الرئيس المدير العام لسوناطراك أن الوضع الذي يفرضه العالم والذي تسبب في تراجع الطلب على النفط لن يعيق المشاريع القائمة، بناء على تقارير ودراسات تم إعدادها لدراسة هذا الوضع، التي بينت أن العقود المبرمة ستلتزم بإتمام المشاريع وفقا لما تم التخطيط له، إلا أنه يتطلب تحسين أداء العمال بمضاعفة برامج التكوين، مشيرا إلى أن التكوين يتعلق بالمجالات القانونية والمالية وغيرها. وفيما يتعلق بالنتائج التي حققتها سونا طراك السنة الماضية. وأفاد المسؤول الأول عن الشركة أنها حققت مداخيل تقدر ب 77 مليار دولار، منها 2ر4 مليار دولار عقود مع الشركاء، كما بلغت المداخيل الجبائية 3500 مليار دولار، وحققت سوناطراك خلال نفس السنة 16 استكشافا للنفط والغاز بالصحراء الجزائرية، 9 منها بإمكانياتها الخاصة، كما حققت منذ بداية سنة 2009 ثلاثة استكشافات، مشيرا في ذات السياق إلى أن مجمعها حقق 90 بالمئة من برنامجه المسطر خلال السنة الماضية. وبحديثه عن تاريخ مجمع سوناطراك، أكد مزيان أن الإصلاحات القانونية التي تم إدخالها على قانون المحروقات سمحت بتحرير القطاع، ومكنتها من التطور بسهولة، فضلا عن تحسين مكانتها عالميا ووطنيا، وهذا بتبوئها للمرتبة ال 12 عالميا والأولى إفريقيا، كما تمكنت من زيادة الاستكشافات انطلاقا من قانون 86/ 14 الذي سمح بتطوير الشراكات وزيادة الطاقات الإنتاجية.والتصديرية.