دعا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الشيخ بوعمران، إلى تجند المسلمين للرد على الهجمات التي تسيء للدين الإسلامي، لكن بأسلوب حضاري مبني على الاحترام المتبادل، ملحا على ضرورة الاستماع إلى رأي غير المسلمين وتفادي الدخول في نزاعات فكرية قد تتطور إلى خلافات عقائدية متطرفة تهدد امن واستقرار البشرية ككل. وأكد الشيخ بوعمران، خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال الملتقى الدولي الذي نظمه المجلس الإسلامي الأعلى المنعقد بفندق الاوراسي حول التسامح في الإسلام، أمس الإثنين، والذي تتواصل أشغاله إلى غاية يوم غد الأربعاء، أن الهدف الرئيس من اختيار موضوع الملتقى هو التعريف بالتسامح الصحيح في الدين الإسلامي ونقل الصورة الصحيحة للإسلام وتوضيحها لغير المسلمين من اجل الوقوف في وجه بعض الأطراف التي تحاول تشويه صورته بمختلف الطرق والوسائل، مشيرا إلى أن الملتقى من شانه أن يرسخ ثقافة نبذ العنف والتطرف الديني والتعصب في المواقف الدينية، داعيا إلى ضرورة الحوار لتلقي وتقبل أفكار الآخرين ومجادلتهم بالطرق العصرية والحضارية من اجل إيجاد أرضية وتفاهم واتفاق للتعايش السلمي بين الشعوب. من جهته، أشار الأستاذ الجامعي سليمان عشرائي بأن الإسلام كان دائما يتوج الديانات الأخرى، والسباق إلى رسم صورة دستور السماحة الدينية التي أقرت للبشرية الحرية في إعتاق الدين، واستشهد بسورة الكافرون، كما أوضح أن المسلمين عبر أصقاع العالم اتخذوا موقفا مشرفا من الصورة السيئة التي رسمت عن المسيح عليه السلام في الفيلم الأخير الذي عرض في إسرائيل حيث تم إصدار عدة بيانات منددة من طرف جهات رسمية وغير رسمية إضافة إلى الموقف الثابت للمسلمين اتجاه القضايا التي تمس بالحرية الدينية للأشخاص وتشويه صورة الأديان السماوية. بدورها أوضحت الدكتورة حدة سابق، أستاذة بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، أن معاني التسامح في القرآن الكريم ترتبط بصفات ومظاهر عديدة لها كالإحسان والبر والرحمة والعفو حيث، وردت هذه الكلمات أكثر من 900 مرة في القرآن الكريم، مشيرة إلى أن معنى التسامح لم يرد ذكره صراحة في القران الكريم ولكن اجتهاد العلماء حدد ارتباط التسامح بالصفات المذكورة سابقا، إضافة إلى عدم التعصب في المواقف اتجاه الآخرين والسعي إلى إيجاد الحلول السلمية والعفو عند المقدرة. كما تحدث رئيس المجلس الجهوي الإسلامي بليون بفرنسا، عز الدين قاسي، على النظرة السلبية للفرنسيين والأجانب بصفة عامة للإسلام حيث أرجعها لعدة أسباب أهمها عدم بذل جهود كافية لتحسين صورة المسلمين، وكذلك سلوكات بعض المسلمين البعيدة كل البعد عن شعائرنا الدينية السمحة، إضافة إلى الدور الكبير الذي لعبته وسائل الإعلام الأجنبية في تشويه صورة الإسلام، خاصة بعد تفجيرات 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد أصبح مفهوم الإسلام مرتبطا بالإرهاب لدى البعض والتطرف الديني لدى البعض الآخر، داعيا إلى ضرورة إتقان المسلمين لتعاليم الإسلام الموجودة في القرآن والسنة كمنهج للدفاع عن الدين الإسلامي، إضافة إلى ضرورة توظيف وسائل الإعلام المحلية ذات التقنية العالية من خلال إنشاء قنوات تلفزيونية ناطقة بعدة لغات وكذا الإنترنت للتعريف بالدين الإسلامي السمح وإتقان عدة لغات أجنبية خاصة الإنجليزية والفرنسية من أجل إيصال رسالتنا السمحة لكل بقاع العالم. وفي نفس الإطار، نوه قاسمي بالدور السينمائي في إبلاغ الرسائل لمختلف الشعوب وتصحيح الصور والمعطيات السابقة الأولية المنقولة على الإسلام كإنتاج أفلام سينمائية ضخمة حتى لو كانت أفلاما كرتونية كالفيلم الكرتوني الذي أنجز بالولاياتالمتحدةالأمريكية بثلاث لغات: الفرنسية والعربية والإنجليزية والذي يتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومدة الفيلم ساعة ونصف، وسيتم عرضه لأول مرة في 28 من هذا الشهر في ملتقى دولي حول الإسلام سينظم بمدينة ليون الفرنسية.