دعا الخبراء الأوروبيون في البث الإذاعي يوم الخميس الفارط بالجزائر، إلى ضرورة تعزيز التعاون وتكثيف التبادلات بين البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون من أجل تحقيق برامج عالية المستوى والجودة وتقديم خدمة إعلامية للمشاهد تكون أكثر احترافية وعصرنة. وأكد المدير العام للاتحاد الأوروبي للإذاعة، جون ريفيون، خلال الكلمة التي ألقاها أثناء انعقاد أشغال الجمعية ال 15 للاتحاد الأوروبي للإذاعات أن التقارب الجغرافي والحضاري بين البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ودول الضفة الجنوبية للمتوسط تفرض علينا تعزيز التعاون وتبادل الخبرات والبرامج وتقديم برامج ذات نوعية وتحسين الخدمة الإعلامية خاصة، وذلك بتوظيف التكنولوجيات الرقمية لا سيما البث الرقمي والبث عبر الانترنت إضافة إلى البث عبر الساتل والألياف البصرية. مشددا في نفس السياق على ضرورة تطوير الخدمات السمعية البصرية للوصول إلى إنتاج نوعي حسب تطلعات الزبائن، ولن يكون ذلك -يضيف المتحدث- إلا عن طريق استغلال التكنولوجيات الجديدة لاستدراك التأخر المسجل في بعض البلدان في مجال الرقمنة، مؤكدا على استعداد الدول الأوروبية التي تطورت كثيرا في هذا المجال لمساعدتها في تطوير برامجها واستغلال التقنيات الرقمية الحديثة، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الاتحاد الأوروبي للإذاعة يشجع كل المبادرات التي تسير في اتجاه الرقمنة". ولم يخف المتحدث استياءه الكبير من الأزمات التي قد تؤثر على مصير الإذاعات الأوروبية وغير الأوروبية، خاصة إذا تعلق بآثار الأزمة العالمية التي أدى مفعولها في الآونة الأخيرة إلى إغلاق إذاعة ليتوانيا والصراع الدائر بين الإذاعات الخاصة والعمومية في اسبانيا حول موارد الإشهار والضغوط الممارسة عليها فيما يخص الإعلام الرياضي وحقوق البث الحصري لمباريات كرة القدم ومختلف التظاهرات الرياضية. من جهته، أوضح رئيس لجنة الإذاعة لدى الاتحاد الأوروبي للإذاعات، هانز سومر، أن كل البلدان الأعضاء كانت لديها نفس المشاكل والتحديات، مؤكدا على أن الدول الأعضاء في الجمعية تسعى لدراسة الطرق الكفيلة بإيجاد مصادر التمويل لتفادي العجز المالي الذي سببته الأزمة المالية العالمية لبعض الإذاعات الأوروبية، فيما اقترح بعض الأعضاء تحويل الإذاعات والتلفزيونات إلى شركات أسهم قصد ضمان المداخيل المالية في الوقت الحالي. هذا وعقد المدير العام للإذاعة الجزائرية، توفيق خلادي، رفقة المدير العام للاتحاد الأوروبي للإذاعة على هامش أشغال الجمعية ال 15 للاتحاد الأوروبي للإذاعة، ندوة صحفية تم خلالها تقديم عرض حول الاتحاد الأوروبي للإذاعة والمراحل التي مر بها والتحولات التي شهدها على طول السنوات الماضية، حيث أعلن جون ريفيون عن إنشاء مشروع متوسط -ذاكرة "ميد - ميم" بدعم من الاتحاد الأوروبي يتمحور حول رقمنة كل الأرشيف السمعي البصري "صورة، فيديو، صوت" للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للإذاعة، مشيرا إلى أن هذا الأرشيف "في طريق الانقراض" مشيرا في سياق اخر الى ان اختيار الجزائر لاحتضان اشغال الجمعية يعود الى الدور الكبير الذي تقوم به في الاتحاد؛ كونها من الاعضاء الناشطين، وهذا ما يؤكد الثقة الكبيرة التي تحضى بها في اوروبا وضفة المتوسط. من جهته، أكد المدير العام للإذاعة الجزائرية خلادي أن فتح مجال السمعي البصري لا مفر منه، نظرا للمنافسة التي تشهدها جميع وسائل الإعلام عبر العالم، مبرزا في نفس الوقت ضرورة تحديث وعصرنة القطاع على كل الأصعدة، غير أن ذلك لن يكون إلا بتنظيم الإطار العام للتمكن من تحقيق الانفتاح الإعلامي، خاصة وأن العالم أصبح في الوقت الحالي "قرية صغيرة".