سجلت مديرية الغابات خلال 48 ساعة الأخيرة 43 حريقا شبّت في 12 ولاية، مما أدى الى التأثير في درجات الحرارة التي قفزت الى مستويات غير مألوفة في جميع أنحاء الوطن. وقال عبد المالك طيطاح، المدير العام للغابات، امس، انه تم إحصاء 136 حريق أتت على 667 هكتار من الغابات خلال الأسبوع الممتد من 4 الى 10 جويلية الماضي، وأنه في الفترة الممتدة من الفاتح جوان الى غاية العاشر جويلية تم احصاء 2035 هكتار التهمتها النيران، علما ان نفس الفترة من السنة الماضية عرفت إتلاف 6 آلاف هكتار. وأشار المتحدث الذي كان أمس ضيف القناة الإذاعية الثالثة الى ان هذا التراجع يعود في الأساس الى نجاعة مخطط مكافحة حرائق الغابات الذي تضعه المديرية في كل موسم صيف حيث تم تجهيز المنتسبين الى القطاع بوسائل حديثة منها أجهزة راديو وسيارات رباعية الدفع مناسبة للطبيعة الجبلية، وفي إطار هذا المخطط تم إنشاء 473 وحدة تدخل. وقدم طيطاح أرقاما تعكس حجم الخسائر الناجمة عن حرائق الغابات، وذلك ما بين سنتي من 2000 الى 2008 حيث أتت النيران على 150 ألف هكتار، من بينها 25 ألف العام الماضي فقط. ولكن مديرية الغابات -يقول طيطاح- تمكنت خلال هذه الفترة من إعادة تشجير ما مساحته 400 ألف هكتار، في إشارة منه الى ان المساحة التي تم تشجيرها اكبر بكثير من تلك التي تعرضت للإتلاف عن طريق الحرائق، وبأن الثروة الغابية الجزائرية في توسع. وأشار الى ان مديرية الغابات لا تنتظر النشرات الجوية حتى تستنفر أعوانها، ولكن هناك مخططا لمكافحة الحرائق تم الشروع في تطبيقه منذ شهر جوان الماضي، وأن نتائجه تظهر في التحكم أكثر في رقعة تلك الحرائق بفعل التدخل السريع. واعترف المسؤول الأول على مديرية الغابات بأن المخطط وحده غير كاف لمنع حدوث حرائق غابات، واعتبر مسألة تحسيس المواطنين قضية محورية في مخطط مكافحة الحرائق، كما شدد على ضرورة التنسيق بين القطاعات المعنية بمكافحة الحرائق وبخاصة قطاع الحماية المدنية، موضحا ان المديرية تستعين في الوقت الراهن بصور مأخوذة عبر الأقمار الصناعية توفرها الوكالة الوطنية للفضاء. ولم يستبعد طيطاح اقتناء طائرات لمكافحة الحرائق، مشيرا الى ان المديرية أبلغت السلطات الوصية برغبتها في الحصول على طائرات تمكنها من تفعيل مخططها.