أحصت مصالح الحماية المدنية منذ بداية الصيف الجاري ما يقارب 260 حريقا على مستوى مختلف ولايات الوطن، تسببت في إتلاف 7,3 آلاف هكتار من المساحات الغابية، فيما حالت تدخلات فرق الإطفاء دون إتلاف أزيد من 30 ألف هكتار. وحسب السيد برناوي نسيم المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية فقد جرى منذ الفاتح جوان الماضي إلى غاية أول أمس الخميس إحصاء ما يربو عن 260 حريقا، منها 181 حريقا في الأدغال، تسببت في إتلاف 2500 هكتار، مشيرا إلى أن تدخلات فرق الحماية المدنية حالت دون احتراق 33 ألف هكتار من الغابات عبر الوطن. وجاءت تصريحات ممثل الحماية المدنية للإذاعة أول أمس في وقت كانت فيه الفرق المتنقلة بمديرية الغابات لولاية باتنة تواصل جهودها لإخماد ألسنة النيران التي شبت بغابة متليلي ببلدية تيلاطو، متسببة في احتراق أكثر من 200 هكتار من الحلفاء والعرعار، مع الإشارة إلى أن جهود فرق مديريتي الغابات والحماية المدنية نجحت في إخماد هذه النيران بصفة كلية بعد ظهر أول أمس وذلك بعد 48 ساعة من اندلاعها. وحسب السيد ياسين قاروني رئيس مصلحة توسيع الثروة الغابية وحماية الأراضي بمحافظة الغابات، فإن التدخل السريع وتجنيد كافة الإمكانات المادية والبشرية مكن من التحكم في ألسنة اللهب على الرغم من شدة الرياح وصعوبة مسالك المنطقة، وذكر المتحدث بأن ولاية باتنة سجلت منذ بداية جوان المنصرم وإلى غاية 25 جويلية الجاري 19 حريقا أتلف حوالي 38 هكتارا من الغابات، مشيرا إلى أن هذه المساحة تعد جد ضئيلة مقارنة بالخسائر المسجلة خلال نفس الفترة من السنة الماضية، موعزا أسباب هذا التراجع إلى الجهود التي بذلتها المصالح المعنية في الموسم الجاري والتي شملت إعادة تهيئة واستغلال 6 أبراج للمراقبة مع الإبلاغ المبكر بوجود الحرائق. ومن جهتها سجلت ولاية تيسمسيلت انخفاضا محسوسا في عدد حرائق الغابات والمساحات المتضررة منذ بداية الصائفة الجارية مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وأوضح السيد عبد الرحمان طالب محافظ الغابات بالولاية أن الانخفاض المقدر بنسبة 32 بالمائة يخص شهري جوان وجويلية، حيث سجل اندلاع 18 حريقا أدت إلى إتلاف 48 هكتارا من الغابات، فيما شهدت نفس الفترة من العام المنصرم 33 حريقا التهمت 148 هكتار. وتعود أسباب هذا الانخفاض حسب المسؤول إلى الإجراءات العملية المتخذة من طرف إدارة الغابات بالتنسيق مع عدة هيئات كالمصالح الفلاحية والحماية المدنية، والتي قامت بوضع برنامج وقائي يتضمن توفير مختلف الإمكانيات البشرية والمادية، مع التكثيف من الحملات التحسيسية التي أعطت نتائج ايجابية لفائدة الفلاحين والمواطنين القاطنين بالمناطق الجبلية. كما شملت الإجراءات المتخذة أشغال تنظيف الغابات من بقايا الحشائش اليابسة وإعادة فتح المسالك الغابية وتطهير حواف الطرق المحاذية للغابات، مع الإشارة إلى أن ولاية تيسمسيلت تتوفر على ثروة غابية تمتد على مساحة تفوق 70 ألف هكتار. وبدورها أيضا عرفت ولاية تيزي وزو تراجعا بست مرات في المساحة المحترقة خلال شهر جويلية الجاري مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وقد تم خلال جويلية الجاري إحصاء 38 حريقا أسفرت عن إتلاف 116 هكتارا من الغطاء النباتي، منها 4 حرائق سجلت خلال الأيام الأخيرة وأتت على 5,35 هكتارات من الغطاء النباتي بما فيها 7 هكتارات من الأشجار المثمرة، في حين شهد شهر جوان المنصرم اندلاع حريق واحد فقط ببلدية آيت عيسى ميمون، أدى إلى إتلاف هكتارين من أشجار الزيتون حسبما أعلنته مصالح مديرية الغابات، التي أرجعت الانخفاض المعتبر في عدد الحرائق والخسائر المسجلة هذا الموسم إلى التراجع المحسوس في معدلات درجة الحرارة المسجلة بالمنطقة في الآونة الأخيرة، والتي حالت دون اشتعال الأعشاب اليابسة بالأحراش والغابات. كما سمحت مشاريع التنمية المحلية الجوارية حسب المصدر بفتح المسالك الغابية الوعرة، التي مكنت رجال الإطفاء من التدخل في الوقت المناسب لإخماد النيران في مراحلها الأولى.