يسير عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني نحو الحفاظ على منصبه الحالي على رأس أكبر قوى سياسية في البلاد، وبيّنت التحضيرات الجارية للمؤتمر التاسع للحزب المقرر عقده في الثلث الأول من العام القادم تمكنه من إحكام سيطرته على كل كبيرة وصغيرة فيما يخص ''طبخة'' هذا الموعد. وأشرف بلخادم أمس بفندق الأروية الذهبية ببن عكنون بالعاصمة على افتتاح أشغال اللجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر وخصصت لعرض التقارير السبعة التي أعدتها اللجان تحسبا لعرضها على الهيئة التنفيذية والمجلس الوطني ابتداء من اليوم لمناقشتها وإثرائها قبل عرضها على القواعد تحضيرا للمؤتمرات الجهوية التي ينبثق عنها مندوبو المؤتمر. وكشفت مصادر حضرت اجتماع لجنة تحضير المؤتمر والتي جرت في جلسة مغلقة، أن التقارير التي تم إعدادها تقنية بحتة وتعكس التوجه المحدد من طرف الأمين العام الحالي عبد العزيز بلخادم وهو مؤشر واضح الى انه يتمتع بهامش ''مناورة'' تجعله في راحة من أمره بخصوص مستقبله على رأس الحزب. وذكر المصدر أن النقاش داخل لجنة تحضير المؤتمر اقتصر على ''العموميات''، واحتوت التقارير توجها عبر عنه بلخادم أكثر من مرة، منه على وجه الخصوص إعادة النظر في الهيكلة الحالية للحزب حيث تم اقتراح العودة الى الهيكلة السابقة أي الى ما قبل المؤتمر الثامن من خلال إلغاء المجلس الوطني والهيئة التنفيذية والأمانة التنفيذية والعودة إلى نظام المكتب الوطني واللجنة المركزية. وتفيد التوجهات داخل لجنة تحضير المؤتمر بأن العودة الى الهيكلة القديمة سيرسم لبلخادم المهام التي يمارسها حاليا باعتباره ''الآمر والناهي '' في الحزب، وهي المسؤوليات الموكلة الى رئيس الحزب عندما تم تشريف الرئيس بوتفليقة بهذا المنصب قبل أن يعبر عن رفضه له ويبدي قبولا برئاسة شرفية فقط، مما جعل بلخادم يمارس مهام ''تنفيذية'' داخل الحزب دون أن تضمن له ذلك القوانين الأساسية، ومن المنتظر أن يوسع القانون الداخلي من صلاحيات أمين عام الآفلان الذي يتمتع حاليا حسب التسمية الصحيحة المنصوص عليها في القانون الداخلي بمنصب ''أمين عام الأمانة التنفيذية''. ورغم سعي الناطق الرسمي باسم الحزب سعيد بوحجة الى إبعاد الخطاب الإعلامي عن حسابات من يتولى منصب أمين عام الحزب او توسيع صلاحياته او العودة الى الهيكلة القديمة باعتبار ان الأمر سابق لأوانه والمؤتمر يفصلنا عنه عدة أشهر، إلا أن انطباعا سائدا لدى كافة أعضاء الهيئة التنفيذية المقدر عددهم 121 عضو، ان الأمور حسمت بصفة لا رجعة فيها باستثناء حدوث أي تغيرات في الساحة السياسية مرتبطة بقيادة البلاد. وفضلا عن هذه الحسابات غير الواردة في الخطاب الرسمي لأعضاء لجنة تحضير المؤتمر التاسع للافلان المقرر السنة القادمة، وصف بلخادم في كلمة القاها امس امام أعضاء اللجنة، المؤتمر بالموعد الذي ليس ككل المواعيد السياسية، وقال إن المؤتمر التاسع ''ليس مؤتمرا عاديا لأنه مؤتمر يتسم بالأهمية القصوى باعتباره يأتي بعد مرحلة جمع الشمل وتحقيق الوحدة ويؤسس لمرحلة جديدة ورؤى ومناهج وأساليب العمل التي يجب ألا تقتصر على الجانب النضالي بل عليها أن تقترن بروح المسؤولية التي تجعل مصلحة الحزب فوق كل المصالح الأخرى الذاتية أو الجهوية أو العشائرية''. وشدد الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير على ضرورة أن يكون الحزب ''مع اللحظة حتى لا تسبقنا الأحداث أو تفاجئنا التطورات''، وذكر بأن العمل الذي قامت به اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر ''سيعطي نقلة نوعية تنعكس ايجابيا على عملنا المستقبلي الذي يهدف بالدرجة الأولى الى توسيع القاعدة النضالية لتستقطب الشباب والنساء وكل الكفاءات والطاقات مما يحقق لحزبنا المزيد من الانتشار في الساحة الوطنية''. وانتقد بلخادم ضمنيا حزبي التجمع الوطني الديمقراطي والعمال عن الاتفاق الموقع بينهما تحسبا لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة المقرر إجراؤها في 29 ديسمبر الجاري، وقال ان ''الافلان ليس وليد مرحلة ظرفية او اعتماد وزارة الداخلية بل هو حزب يشهد عليه تاريخه''، وهو تلميح الى ان الافلان بإمكانه ان يعتمد على مناضليه للفوز بمقاعد في مجلس الأمة كونه القوى السياسية الأولى في البلاد ورصيده ليس مثل رصيد التشكيلات الأخرى