بالرغم من أن حي كالمة التابع إداريا لبلدية الشراقة مصنف من طرف ولاية الجزائر ضمن المناطق غير الصالحة للبناء و لا للسكن، غير أن البنايات الفوضوية غزته بشكل ملفت للنظر رغم انعدام المرافق العمومية. موقف الحافلات الرابط بين الشراقة و سطاوالي المؤدي إلى حي كالمة ، يشهد تدهورا ملحوظا بسبب كثرة الحفر التي تتحول في فصل الأمطار إلى برك من المياه مما يصعب على المسافرين عملية ركوب الحافلات. كما انتشرت البناءات الفوضوية بالقرب من المدرسة الابتدائية علي بوزاد التي تعمل بنظام الدوامين بسبب الاكتظاظ، حيث يعيش قاطنوها في ظروف قاسية في ظل انعدام الوسائل والمنشآت الضرورية، حيث أن أغلبهم يتزودون بالكهرباء من الأحياء المجاورة، في حين أن الإنارة العمومية تبقى منعدمة. كما يشتكي السكان من مشكل تسرّب المياه واهتراء الطرقات التي أصبح أكثر ما يميزها الحفر. المرافق الخاصة بالشباب على غرار الملاعب الجوارية ودور الشباب لا تزال منعدمة ، فضلا عن انعدام المراكز الصحية والبريدية مما يجبر السكان على التنقل للأحياء المجاورة أو لوسط الشراقة لقضاء حاجياتهم. وحسب تصريحات بعض المواطنين فإن تاريخ إنشاء حي كالمة يعود إلى منتصف الثمانينات عندما قامت السلطات المحلية آنذاك بترحيل بعض العائلات من حي نادي الصنوبر إلى كالمة لإنجاز طريق و ذلك رغم أن السلطات الولائية بالعاصمة كانت قد أكدت بان أراضي الحي المذكور غير صالحة للبناء وأيضا للسكن ، مما يفسر أن العديد من قاطنيه لا يملكون إلى يومنا هذا عقود الملكية رغم الشكاوي العديدة التي رفعوها للمنتخبين المحليين لتسوية وضعيتهم التي طالت مدتها. المتجول في أرجاء حي كالمة بالشراقة يلاحظ الفوضى العارمة التي تحولت إلى ديكور يومي للسكان ، فالسوق أصبح يشكل نقطة سوداء بالمنطقة وهو يضم 168 محل تجاري مستغلة بصفة جزئية و طاولات يستغلها التجار لعرض بضاعتهم المتنوعة، غير أنهم يتسببون في شل حركة المرور. وراء السوق نشأ حي فوضوي يضم حوالي 200 بيت من الصفيح انتشرت فيه مختلف الآفات الاجتماعية ، حيث يقوم بعض المنحرفين بالاعتداء على المواطنين بغرض السرقة فضلا عن تعاطيهم المخدرات. و يطالب سكان كالمة مصالح بلدية الشراقة بالتكفل بانشغالاتهم لتحسين إطارهم المعيشي ، لأن الحي حسبهم لا يزال خارج اهتمامات المنتخبين المحليين، إذ باستثناء مشروع مركز الشرطة الذي سيسلم في غضون الصيف المقبل ، لم يتم مباشرة أي أشغال لإنجاز مختلف المرافق سيما الصحية والخاصة بالشباب.