أكدت مصادر مقربة من محيط الروائية الجزائرية احلام مستغانمي عدم رضاها بالنتيجة النهائية التي آلت اليها بصريا روايتها ''ذاكرة الجسد''. ورغم ان الروائية لم تصرح بذلك رسميا إلا أنها أسرت لبعض مقربيها عدم رضاها الذي يعرض هذه الأيام بالعديد من القنوات الفضائية وحتى بالتلفزيون الجزائري، استطلعت ''المستقبل'' رأي بعض من شاهدوا الفيلم وكان من بينهم السيناريست محمد شرشال الذي شن مؤخرا حملة شرسة ضد الإنتاجات التلفزيونية الجزائرية، خاصا بالذكر المخرج جعفر قاسم، ويقول حول مسلسل ''ذاكرة الجسد'': ''أجمل ما شاهدت في هذا رمضان على التلفزيون الجزائري، مسلسل ''ذاكرة الجسد''، سيناريو محبوك ومشوّق، حواراته مزيجا من الصراحة التي لطالما كانت محرّمة، و شاعرية تلعب بأوتار إحساسك كالڤيثار. الإخراج عبقري وتقنيته عالية. التمثيل رائع، أمل بوشوشة ممثلة من الطراز النادر، وحتى بهية راشدي لم احبها كما احببتها في دورها بمسلسل ''ذاكرة الجسد''. شكرا أحلام مستغانمي على هذه الهدية التي شرفتي بها الجزائر، شكرا اسماعيل نجدت انزور لإحساسك بأدق تفاصيل الشخصية الجزائرية. أقولها للجميع ''ذاكرة الجسد'' تحفة فنية راقية، ومن يرى العكس عليه أن يراجع معلوماته ومستواه، أجمل ما شاهدت في هذا رمضان على التلفزيون الجزائري''. أما الدكتورة نسيمة بوصلاح، الجزائرية المقيمة بالامارات، فقد تابعت المسلسل وتقول رأيا مخالفا وهو: ''أنا برأيي أن ما نراه ليس مسلسلا بالمعنى الدرامي للكلمة وإنما رواية مصورة على طريقة الفيديو كليب، مبدئيا وحسب الحلقات الآن نستطيع ان نلمس قصورا واضحا في انجاز السيناريو، يعني في انجاز الهيكل الذي من المفروض أن يكون وسيطا بين الرواية بوصفها نسقا بصريا لغويا عفويا والمسلسل بوصفها نسقا بصريا، السيناريست ربما أربكها، كون الرواية تعتمد على الوصف والاستبطان أكثر من كونها رواية حدث، وهذا ما أثر على عملها حيث اضطرت إلى أن تستعين بنفس تقنية الرواية، وهو الراوي الأحادي خالد بن طوبال كي يسرد مقاطع فادحة الطول في كل حلقة من الرواية، طبعا أشيد بالتصوير بزوايا الكاميرا وبالعين الرهيبة التي يملكها نجدت أنزور. المسلسل بالنسبة لي لحد الآن هو فسحة بصرية خالية من الدراما بمعناها التصعيدي''. الأكيد ان المسلسل لا زال في أسبوعه الأول من العرض، وهناك من يطالب بانتظار انتهائه للحكم عليه، غير ان هناك إجماعا على أن العمل الدرامي والتلفزي لم يرق لمستوى الرواية التي يعرفها الجميع وحققت نجاحات كبيرة، وهو النجاح الذي ربما جعل كاتبة السيناريو ريم حنا مكتوفة الايدي، ما اضطرها لنسخ حوارات بكاملها من الرواية، أضف لذلك بطء الريتم الذي يتميز به المسلسل.