عكس ما نشرته وسائل إعلام عربية، أمس، عن انسحاب الممثل السوري قصي الخولي، من تصوير أحداث المسلسل التلفزيوني ”ذاكرة الجسد”، للمخرج السوري نجدت أنزور، ولصاحبته أحلام مستغانمي، لأسباب متعلقة بتأخر انطلاق تصوير العمل، علمت ”الفجر” من مصادر مطلعة أنّ أسباب الانسحاب راجعة لمعطيات أخرى حرص أحلام مستغانمي على طريقة تعامل كاتبة السيناريو، ريم حنا، مع نصها أثار بعض الخلافات علمت ”الفجر” أنّ انسحاب قصي الخولي راجع إلى احتجاج الممثل على بعض اللقطات الموجودة في الدور الذي أسند إليه، بالإضافة إلى كونه لم يعجب بالطريقة التي كتب بها سيناريو المسلسل، الذي كان متحمسا له في البداية، باعتبار أنه مأخوذ عن رواية تعد من أكثر الروايات شهرة في العالم العربي، ولقامة أدبية كبيرة، الأديبة الجزائرية، أحلام مستغانمي.
وأسرّت ذات المصادر ل”الفجر” أنّ أحلام مستغانمي المتواجدة حاليا رفقة طاقم تصوير العمل بإحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، من أجل مواصلة تصوير بعض أجزاء المسلسل، أنّها استغربت تصريحات قصي الخولي، الذي لم يدل بها إلا بعد أيام من الانطلاق الفعلي لتصوير أحداث ”ذاكرة الجسد”، فيما أكدت ذات المصادر أنّ قصي الخولي كان منذ البداية يفكر في رفض العمل المقترح عليه، ولهذه الأسباب لم يحضر المؤتمر الصحفي الذي عقده طاقم عمل المسلسل بالعاصمة اللبنانية بيروت. وكانت وسائل إعلام عربية قد نقلت أمس، تصريحات أدلى بها الممثل السوري قصي الخولي، مؤكداً من خلالها اعتذاره عن تصوير حلقات المسلسل الذي سيعرض خلال شهر رمضان القادم على القناة الفضائية ”أبو ظبي” المنتجة لهذا العمل، وبرر قصي أسباب اعتذاره بكثرة الأعمال التي يقوم حاليا بتصويرها، والتي تشارف أغلبها على النهاية، ترقبا لعرضها خلال شهر رمضان القادم، من بينها مسلسل ”أبواب الغيم”، والجزء الخامس من مسلسل ”باب الحارة”.
هذا، وأكد لنا بعض المقربين من الروائية أحلام مستغانمي أنها تعيش بعض الخلافات مع كاتبة سيناريو المسلسل، السيناريست السورية، ريم حنا، نظراً لاحتجاج مستغانمي على طريقة تعامل ريم حنا مع نصها، وتدخل مستغانمي في كل صغيرة وكبيرة في أحداث السيناريو، الذي أرادته أن يكون نسخة طبق الأصل عن الرواية، وهي الرواية التي يصعب تحويلها إلى عمل تلفزيوني، نظراً لكونها رواية لا تحتوي على مادة سينمائية تؤهلها لكي تكون عملاً سينمائيا، بالإضافة إلى أنّ أحلام تدخلت في اختيار طاقم العمل، وفرضت بعض الممثلين على المخرج السوري نجدت أنزور، رغم أنّ هؤلاء الممثلين لم يسبق لهم أنّ قدموا عملاً فنيا واحداً يمكنهم من الظهور في عمل تلفزيوني يتناول قضية الثورة التحريرية الجزائرية. وكانت”الفجر”، في أعدادها السابقة، قد تطرقت إلى قضية تأخر ظهور المسلسل الموسوم ب”ذاكرة الجسد”، خلال شهر رمضان، لكون المسلسل تأخر في البدء في إنجازه، وكذا التأخر في اختيار أماكن التصوير التي لم تحدد كلها بعد، فيما ظهرت اليوم بعد أيام من بدء تصير أحداث العمل مشكلة الممثل السوري قصي الخولي، الذي اعتذر بعد قراءته لمحتوى السيناريو جيداً، وفضل عدم المغامرة بمساره التمثيلي الطويل في مسلسل لا يليق بمقام الثورة الجزائرية. وهي نفس التصريحات التي أدلى بها الممثل المصري، نور الشريف، الذي كان قبل سنوات طويلة، الممثل الذي كان سيؤدي دور البطولة فيه، أنه لو نفذ العمل كما في رواية أحلام مستغانمي، فسيتعرض العمل إلى جملة من الانتقادات، باعتبار أنّ العمل سيعمل على تشويه بعض أحداث الثورة التحريرية المجيدة التي راح ضحيتها أزيد من مليون ونصف مليون شهيد، وأضاف الشريف قائلاً أنّ تصوير العمل وفق منظور أحلام مستغانمي يعني الصدام مع الرقابة في الجزائر، إذ سيتم فيها انتقاد الذين قفزوا على الثورة الجزائرية وليس لهم علاقة بها، لهذه الأسباب تبقى فرضية غياب مسلسل ”ذاكرة الجسد” عن شاشة أبو ظبي العربية خلال شهر رمضان القادم، جد واردة. ويذكر أن رواية ”ذاكرة الجسد”، التي ستتحول إلى مسلسل تلفزيوني باللغة العربية الفصحى، قد نشرت للمرة الأولى عام 1993، وحققت نجاحاً طاغيا على مستوى النشر العربي حيث بلغت طبعاتها 19 طبعة، وبيع منها حتى الآن ثلاثة ملايين نسخة، وحصلت بها مستغانمي على جائزة نجيب محفوظ للرواية عام 1997، وهي رواية تحكي قصة رسام جزائري فقد ذراعه أثناء الحرب الجزائرية بعدما تطوّع للمشاركة في صفوف الثوار الجزائريين. ويجري تصوير المسلسل في بعض الأماكن الحقيقية لأحداث الرواية، منها مدينتا قسنطينةوالجزائر العاصمة، ومدينة غرناطة الإسبانية، بالإضافة إلى فرنسا، تونس، لبنان وسورية، ويستعين فريق العمل بقيادة المخرج نجدة أنزور بفرق فنية عالمية متخصصة لإخراج العمل بالصورة المرجوة، كما سيضم العمل بعض المقاطع الغنائية بصوت الفنانة جاهدة وهبي، وتلحين الموسيقي المعروف شربل روحانا، الذي قام أيضاً بوضع ألحان شارة البداية والنهاية للمسلسل.