أفاد مصدر مسؤول أن آلاف العمال عبر مختلف المؤسسات العمومية والخاصة ينتظرون الرد على طلباتهم المتضمنة الذهاب إلى التقاعد وفق نظام التقاعد دون شرط السن، هذا في الوقت الذي لم تنته فيه اللجنة الثلاثية المُكلفة بتحضير مشروع إلغاء هذا النوع من التقاعد عملها، علما أن تصريحات الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين تضمنت التأكيد على أن الإلغاء سيكون بداية من .2011 وبالرغم من تصريحات وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الطيب لوح، التي أكد فيها أن الذين تتوفر فيهم شروط التقاعد وفقا للنظام الحالي سيُحافظون على حقهم حتى بعد صدور قانون الإلغاء، إلا أن إقبال العمال على طلب الذهاب إلى التقاعد وفق هذا النظام كان كبيرا جدا منذ لقاء الثلاثية الأخير المنعقد يومي 2 و3 ديسمبر الماضي والذي تم خلاله الاتفاق بين الحكومة والمركزية النقابية ومنظمات أرباب العمل حول اعتماد مبدأ الإلغاء. ونعني بالتقاعد دون شرط السن أن العامل الذي استكمل 32 سنة من العمل له الحق في التقاعد وإن لم يبلغ 60 سنة، كما من حق العامل الذي استكمل 20 سنة على الأقل من العمل وبلغ 50 سنة بالنسبة للرجل و45 سنة بالنسبة للمرأة أن يذهب إلى التقاعد. في سياق متصل، أورد مصدر مسؤول بشركات تسيير مساهمات الدولة أن عدة مؤسسات تلقت منذ شهر فيفري الماضي العديد من الملفات وحولتها إلى الهيئة المعنية، موضحا أن معظم المؤسسات الوطنية لا تزال تتلقى طلبات من هذا النوع. وأرجع بعض النقابيين الذين تحدثوا إلينا سبب الإقبال الكبير على هذا النوع من التقاعد إلى تخوف هؤلاء من عدم تمكنهم مستقبلا من الاستفادة من هذا الحق، ناهيك عن تخوف عدد كبير من العمال النشطين في المؤسسات الاقتصادية من عمليات تسريح أو استغناء أرباب العمل عن خدماتهم دون استكمال 60 سنة، إضافة إلى حديث البعض عن إمكانية تمديد السن القانونية للتقاعد، إلى أكثر من 60 سنة، بحيث هناك من طرح 65 سنة، وهو أمر يُخيف أساسا عمال القطاع الاقتصادي الخاص باعتبار أنه من الصعب اليوم في ظل التوجه الاقتصادي الجديد الذي لا يرحم العامل ضمان الاستمرار في العمل حتى السن القانونية. وكانت الحكومة بررت لجوءها إلى إلغاء هذا النظام من التقاعد كونه كلف الخزينة العمومية منذ إصداره سنة 1997 ما يعادل 360 مليار دج بحيث استفاد منه أكثر من 400 ألف عامل، علما أن اللجوء إليه آنذاك جاء بعدما واجهت الجزائر الآثار السلبية لبرنامج التعديل الهيكلي، مما سمح بالتخفيف من آثار غلق المؤسسات وتسريح العمال.