خرج المخرج السوري هشام شربتجي من صمته من خلال حوار مطول لجريدة ''القدس العربي'' للحديث عن تفاصيل قصة مشروع تحويل رواية (ذاكرة الجسد) لأحلام مستغانمي إلى مسلسل، التي كانت في البداية بين يديه لفترة طويلة ثم تم اختيار نجدة انزور للقيام بالمهمة، وقال ''قبل أن يظهر مسلسل (ذاكرة الجسد) إلى النور، قلت أنا متفائل بوجود الثلاثي: الساحر نجدة أنزور الذي أحترمه، وجمال سليمان الذي يحبه الناس، والكاتبة ريم حنا التي قلت عنها إن لديها قدرة على فهم ما بين السطور ونقل حساسية الكلمات والصور كأنثى بعد صدور عشرين طبعة من رواية كتبتها أنثى أيضا. ولكن بعد أن شاهدت العمل أقول: مبروك يا أحلام مستغانمي حلمك قد تحقق. وإذا كان هذا هو حلمك، فأنا أعتذر عن كل الخلافات التي حدثت بيني وبينك لتحقيق عمل أكبر يوازي حلمك''. وعن طبيعة الخلافات التي حدثت بينه وبين أحلام مستغانمي وحالت دون إكماله للمشروع، كشف ما يلي ''أولا كنتُ أكتب السيناريو، وقد وافقت على كل ما كتبت، وكانت تكتب بخط يدها هوامش على ما كتبت تقول فيها: (أيها الساحر... أيها الأفّاق... الساعة الخامسة صباحا، لم أنم وأنا أقرأ سحرك. يا خفيف الظل... كيف أضحكتني وأبكيتني... إلخ) ولدي هذه الكتابات بخط يدها سأصورها لك إن شئت. لكن الخلاف وقع بينها وبين الشركة المنتجة لأنها في البداية كانت تريد نور الشريف بطلا للمسلسل، ثم قالت: جمال سليمان، لكنه كان مشغولا بتصوير (حدائق الشيطان) أنا رشحت غسان مسعود، فاتهمتني بأنني أريد غسان مسعود لأنه شبهي، مع العلم أنه لا يوجد اي شبه بيني وبينه سوى الذقن، وأنا لا أحلق ذقني ليس كي أظهر شبه غسان مسعود، بل لأنني لا أحب ملمس الشيفرة الحاد على وجهي. وقد قالت لي: (أنت جايب ممثل شبه حفار قبور) وعندما رشحت عابد فهد، شبهته ب (مونكي). وبعد الاعتراض على غسان مسعود انسحبت من العمل لأن الشركة لم تحترم التزامها مع غسان مسعود الذي لا يجمعني معه سوى الاحترام، وأنه قادر على أن يقوم بهذا الدور... وأنا أحترم غسان مسعود على الأدوار التي أداها في الدراما السورية، وليس على أدواره في هوليوود التي لم تعجبني، وأرى أنها لم تضف إليه''. وبخصوص رأيه في دور جمال سليمان بالمسلسل قال: ''رغم ترشيحي لغسان مسعود، فأنا لدي الرغبة في أن يكون جمال سليمان بطلا للعمل.. ولو استمررت في المشروع لقدمت جمال، لكن بغير هذه الطريقة، وهذه الابتسامة، وهذا الوجه المشرق، فخالد طوبال رجل متعب... متعب من الداخل. وبعد انسحابي من العمل توالت هزائم هشام شربتجي، وقد قلت: (شرف المهنة أفقدني ذاكرة الجسد) لأنني كنت أحلم في هذا العمل أن أقول ما لم أقله في السينما، فقد حولت النص إلى ثلاثين فيلما سينمائيا، رغم أن الرواية سمعية، إنها رواية لغة وليست رواية أحداث وتحولات، لكن أنا صنعت منها سينما لأنني كنت أملك حبي للمادة الموجودة، وفهمي لها... والفهم ليس ترجمة محلفة، فليست مهمة الفنان حين يستلهم عملا أدبيا في الدراما أن يترجم... بل أن يبدع ويحرضه الورق. وعندما أنظر أخيرا إلى ما حدث أشعر بأن بعض النقاد يفهم الروايات أكثر من مبدعيها!