تعاني العديد من بلديات العاصمة من مشكل نقص العقار، مما يحول دون تمكين المنتخبين المحليين من تجسيد مختلف المشاريع التنموية الهامة غالبا ما يكون السكان بحاجة ماسة إليها في حياتهم اليومية. وبالرغم من الميزانية السنوية الضخمة التي تحظى بها بعض البلديات، إلا أنها تعجز على تطبيق المشاريع فوق ترابها، لتبقى بذلك مجرد دراسات لمشاريع حبيسة الأدراج، حيث كثيرا ما يلجأ رؤساء البلديات إلى بلديات أخرى نظرا لعجزهم عن إيجاد وعاء عقاري كفيل باحتضان المشاريع ذات المنفعة العمومية، في حين تعجز بلديات بحكم فقرها وكذا مشكل العقار بها عن تجسيد أي مشروع تنموي يرفع الغبن عن سكانها. ------------------------------------------------------------------------ سكان العاشور يحلمون بسوق بلدي بلدية العاشور من بين أبرز البلديات التي لابد من التطرق إليها، على اعتبار أنها لم تنجز أي مشروع تنموي لفائدة السكان، رغم تعاقب عدة رؤساء عليها، يحلم سكانها بإنجاز مرفق ثقافي أواجتماعي أوإنجاز سوق بلدي يضمن حاجات سكان البلدية الذين يضطرون إلى التنقل إلى أسواق البلديات المجاورة للتبضع. ورغم أنها أصبحت من أهم البلديات التي تعج بالسكان، لاسيما بعد الحصص و البرامج السكنية الجديدة التي جسدت فوق ترابها، غير أنها لا تتوفر على سوق بلدي لتأمين حاجيات السكان، ومعظم طرقاتها مهترئة باستثناء تهيئة الأحياء الراقية. أما الأحياء الأخرى فهي خارج مجال اهتمامات المسؤولين، حسب شهادة العديد من السكان. ------------------------------------------------------------------------ الشراڤة، بلدية غنية تفتقر للوعاء العقاري رغم أن بلدية الشراڤة، منتعشة ماديا، على اعتبار أنها تعد من بين البلديات الغنية التي تفوق ميزانيتها السنوية ال100 مليون سنتيم فهي تواجه مشكلا عويصا يتمثل في نقص العقار الذي يحول دون تنفيذ بعض المشاريع التنموية فوق ترابها. ورغم أنها أنجزت بعض المشاريع وهي بصدد الإنتهاء من أخرى، غير أنها لا ترقى لطموحات العديد من السكان الذين يحلمون بمشاريع أخرى تليق بحجم البلدية التي تتوفر على ميزانية جد هامة، وموقعها الإستراتيجي يؤهلها لكي تكون من البلديات التي تحتضن مشاريع ضخمة. وفي تصريح نائب رئيس البلدية، رحمة لحسن ، ل ''المستقبل''، فقد اعترف بالنقص الفادح في العقار، الذي عقد من مهمة البلدية في تجسيد بعض المشاريع التي قال عنها ممثل رئيس البلدية أنها ''هامة''. وذكر محدثنا في هذا الصدد مشروع المسبح البلدي الذي كان من المقرر أن يتم الشروع في أشغاله خلال العام الجاري، ولكن مشكل العقار حال دون ذلك. كما أوضح المسؤول ذاته أن العديد من المشاريع السكنية هي الأخرى، لم تتمكن مصالحه من تجسيدها فوق تراب البلدية بسبب هاجس العقار الذي تعاني منه الشراڤة، وكان من المفروض أن تكون موجهة لفئة لا بأس بها من السكان الذين يتخبطون في أزمة السكن، الأمر الذي يضطرها إلى البحث عن أوعية عقارية في البلديات الأخرى، علما بأنها تتميز بكثافة سكانية معتبرة، لاسيما بعد التوسع العمراني المذهل الذي شهدته خلال السنوات الأخيرة. ------------------------------------------------------------------------ أراضي مهجورة منذ عهد المندوبيات بباب الزوار بلدية باب الزوار هي الأخرى تعاني من هذا المشكل. حيث أوضح لنا النائب الأول، سابع ناصر، المكلف بالإدارة والمالية، بأن عدة مشاريع سكنية هامة تخص البلدية يتعذر إنجازها فوق ترابها، ما يجعلها تستنجد ببلديات أخرى، على غرار بئر خادم، برج البحري، الرويبة وغيرها، من أجل تجسيد تلك المشاريع. كما تطرق محدثنا إلى الأراضي التي سلمت لعدد من المواطنين في عهد المندوبيات، وتحديدا سنة ,1995 وحصلوا بمقتضاها على قرارات استفادة، وبقيت تلك الأراضي الواقعة بثلاثة أحياء، وهي العالية، باب الزوارجنوب، وباب الزوار شرق، دون أدنى استغلال إلى غاية اللحظة، كما أن وضعية المستفيدين لم تسوّ بحكم وجود بعض النزاعات المطروحة مع بعض السلطات. ------------------------------------------------------------------------ نقص العقار يحول دون تعويض سكنات تعود للحقبة الاستعمارية بحسين داي لعلّ أبرز البلديات التي تعاني بنسبة كبيرة من نقص العقار، بلدية حسين داي ، الأمر الذي رهن تجسيد عدة مشاريع تنموية على أرض الواقع، حيث أوضح السيد فرحات، مندوب رئيس البلدية المكلف بمتابعة التجهيزات العمومية والأشغال الجديدة، في اتصال هاتفي مع '' المستقبل'' أن نقص العقار يُطرح بشدة على مستوى بلدية حسين داي، ما صعب على مصالح البلدية تطبيق عدة مشاريع تنموية، لاسيما فيما تعلق بإنجاز سكنات جديدة للقضاء على تلك القديمة والمتواجدة منذ العهد الإستعماري، على الرغم من أن عددها جدّ محدود بالمقارنة مع ما تشهده البلديات الأخرى، التي أحصت المصالح المعنية على مستوى كل واحدة منها عشرات السكنات القديمة والهشة. واستدلّ محدثنا بحي قدور رحيم وبروسات، الذي يحتوي على سكنات يعود تشييدها إلى الحقبة الإستعمارية، حيث قامت المصالح المعنية منذ حوالي سنة ونصف بإحصاء 95 عائلة بحاجة ماسة إلى سكن اجتماعي محترم، وتمت مناقشة مسألة إنجاز سكنات جديدة مكان القديمة بالحي ذاته مع المرقي على أن توزع للقاطنين بعين المكان، والجزء المتبقّي من السكنات يوزع على الذين يقطنون ببعض السكنات الهشة المتواجدة بحي المصلى، وتم تقديم الصيغة الأولية للمشروع إلى الوالي المنتدب، والبلدية تنتظر الموافقة عليه من قبل الوصاية، حيث لا شيء رسمي بخصوص هذا الأمر. كما أضاف المسؤول ذاته. وفي السياق نفسه، ذكر المسؤول أن البلدية تعاني من نقص الأسواق الجوارية .