استنكر بعض الأمناء العامين للفدراليات الوطنية التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عدم المُصادقة على النظام الداخلي والقانون الأساسي لهذا التنظيم النقابي بالرغم من مرور أكثر من سنتين عن عقد المؤتمر الحادي عشر أيام 30 ,29 و31 مارس ,2008 ودعا هؤلاء الأمين العام عبد المجيد سيدي سعيد إلى تحديد تاريخ اجتماع اللجنة التنفيذية باعتبارها الهيئة العليا بين مؤتمرين، وباعتبار أن قوانين المركزية النقابية تنص على ضرورة مصادقة هذه الهيئة على التعديلات التي يُقرها المؤتمر الوطني. ويرى الأمناء العامون للفدراليات الوطنية الذين تحدثوا إلينا، أن عدم الفصل في هذا الملف تسبب في الجمود الذي تعيشه المركزية النقابية منذ عدة أشهر، وكان بطريقة غير مباشرة وراء القرارات التي لجأ إليها مؤخرا الأمين العام عبد المجيد سيدي سعيد المتضمنة تجميد عضوية كلا من الأمين الوطني المكلف بالشؤون الاقتصادية على مستوى الأمانة الوطنية حاج مصطفى، والأمين العام للفدرالية الوطنية لعمال الصناعات الغذائية كمال بن عبو، علما أن سيدي سعيد برر قراراته بعدم التزام هذين العضوين بقرارات القيادة وكذا التفوه بكلمات غير لائقة تجاهها. ومعروف أن اللجنة التنفيذية لم تجتمع إلا مرة واحدة بعد المؤتمر الحادي عشر، وبالضبط بتاريخ 19 جويلية ,2008 أي بعد أكثر من ثلاثة أشهر عن المؤتمر الوطني، بحيث خُصص الاجتماع لانتخاب أعضاء الأمانة الوطنية، وكان من المنتظر أن تجتمع بعد ذلك للمُصادقة على النظام الداخلي والقانون الأساسي اللذين شهدا إدخال بعض التعديلات عليهما، إلا أن ذلك لم يتحقق لغاية الآن رغم كون القوانين الداخلية للاتحاد العام للعمال الجزائريين تنص على ضرورة عقد اجتماع لها كل ستة أشهر، ومن بين أهم الأسباب المباشرة التي وقفت حيال ذلك، التعديل الذي صادق عليه المؤتمر الحادي عشر والمتمثل في إنشاء منصب أمين عام مساعد داخل هذه المنظمة العمالية، وهو ما تسبب آنذاك في صراعات داخلية كادت أن تعصف بقوة المركزية النقابية. في سياق متصل، تساءل الأمناء العامون للفدراليات الوطنية الذين تحدثوا إلينا، عن أسباب كل هذا التأخير لاجتماع اللجنة التنفيذية، وبرأيهم فإن الوقت مناسب حاليا لعقد هذا الاجتماع وأقلمة الاتحاد العام للعمال الجزائريين مع القانون وتجنب أي أزمات أخرى قد تطاله خلال الأشهر المقبلة، خاصة وأن جل النقابيين عبر القاعدة أصبحوا يتساءلون اليوم أكثر من أي وقت مضى عن سبب إصرار سيدي سعيد على عدم عقد اللجنة التنفيذية. تجدر الإشارة هنا إلى أن الأمانة الوطنية برئاسة الأمين العام عبد المجيد سيدي سعيد عقدت نهاية الأسبوع الماضي أول اجتماع لها موازاة مع الدخول الاجتماعي لهذه السنة تم خلاله تزكية قرارات التجميد الذي أصدرها الأمين العام في حق الإطارين النقابيين المذكورين، كما تم التطرق إلى ملفين آخرين، أحدهما يتعلق بتقييم الاتفاقيات القطاعية الموقعة بتاريخ 1 ماي من السنة الجارية والمتضمنة زيادات في أجور عمال القطاع الاقتصادي بنسب تتراوح بين 3 و53 بالمئة، والثاني يخص الجانب التنظيمي سيما وأنه يوجد 8 فدراليات وطنية و10 اتحادات ولائية لم تعقد مؤتمراتها رغم انقضاء العهدة القانونية.