يجري الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، اليوم، محادثات مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، الذي يحل بالجزائر في زيارة رسمية تدوم يومين، ويحمل الرئيس الروسي عروض تسليح وعقود شراكة طاقوية وإنهاء خلاف الحكومة مع شركة أوراسكوم المصرية من خلال عرض مرتقب من شركة الاتصالات الروسية ''فيمبلكوم''. يراد من زيارة ميدفيديف إعطاء دفع جديد للاتفاق الاستراتيجي الموقع بين البلدين، والتركيز على عدد من القطاعات التي تهم الطرفين من بينها إعادة بعض الشراكة الاستراتيجية بين غازبروم وسوناطراك. وأوضحت مصادر مطلعة على الزيارة المرتقبة أن يتضمن الوفد الروسي ممثلين عن شركات الصناعة العسكرية سوخوي وميغ وهيئة التصدير للعتاد العسكري ''روسوبورونيكسبورت'' برئاسة أناتولي ايسايكين، حيث تبقى موسكو أهم ممون للجزائر في مجال العتاد العسكري. وستعرف نهاية السنة الحالية والسنة المقبلة تسليم جزء مهم من العتاد والتجهيزات المتفق عليها في الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين من بينها أنظمة الصواريخ ''آس 003'' والمطاردات المقنبلات من طراز سوخوي (03 أم كا أي)، فضلا عن تسليم طائرات التدريب ''ياك 031'' بعد أن قبلت المقترحات الجزائرية لإدخال تعديلات عليها لتفي بالأغراض الخاصة بالإسناد والمراقبة البحرية وغيرها. وبعد الصفقات الجزائرية الروسية المتعلقة بالسلاح الجوي خلال الثلاث سنوات الماضية، عبر الطرفان عن نيتهما في التباحث من أجل إبرام صفقات عسكرية تطال المعدات البحرية. وأشارت مصادر روسية إلى أن الجزائر سبق لها أن وقعت طلبية لشراء غواصتين من روسيا سنة 6002 لحساب البحرية الجزائرية، ويتوقع أن تصل الجزائر العام القادم غواصة من نوع ''كيلو'' لم يعرف بعد قيمة الصفقة المتصلة بها. واستفيد بأن الغواصة المنتظر استقدامها مطلع السنة الداخلة، شرع في بنائها شهر نوفمبر 8002 بورشات البحرية الروسية في ''سان بيترسبورغ''، وتقترب في مواصفاتها التقنية من غواصتين من نفس النوع سبق للجزائر أن استقدمتهما عامي 7891 و8891. وشخصت الغواصة الجديدة على أنها تمتاز بطول 27 مترا، وسعة تحميل بنحو ثلاثة آلاف طن، علاوة على حيازتها لمنظومة إطلاق صواريخ مجهزة بست قاذفات من نوع 335 مليمتر. وبلغت قيمة صفقات السلاح الموقعة بين البلدين 4,7 مليار دولار، حيث تحتل الجزائر المرتبة الثانية بين بلدان العالم المستوردة للأسلحة الروسية. وينم استمرار الجزائر في تعاونها العسكري مع موسكو عن عدم تأثر علاقاتهما في هذا المجال بقضية الطائرات التي قررت الجزائر إعادتها لروسيا بسبب اكتشاف عيوب بها. ويبدو أن الزيارة ستشهد ترسيم ما اتفق عليه مع عملاق صناعة المطاردات ''سوخوي''، حيث أن الصناعة الحربية الروسية ستزود القدرات الدفاعية الجوية الجزائرية بمقنبلات من طراز ''سوخوي 53'' دون تحديد متى سيتم ذلك. ويأتي التطور الجديد في الشق العسكري من التعاون الجزائري الروسي كمؤشر على طي ملف ''أزمة رداءة الأسلحة الروسية''، بعد اتفاق بين الطرفين يقضي بإعادة 42 طائرة من نوع ''ميغ 92'' إلى شركات الصناعة الحربية التي تنتجها. وقد أبدت وزارة الدفاع الجزائرية ملاحظات سلبية عليها، أهم ما فيها أن المقنبلات تتضمن مكونات تقنية قديمة. وقد توقع خبراء السلاح في روسيا تضرر سمعة الصناعة الحربية بعد اندلاع قضية ''رداءة الأسلحة''. لكن تخميناتهم سرعان ما تلاشت عندما أبدى الجزائريون تمسكهم بباقي أصناف السلاح الذي تم التعاقد بشأنه قبل ثلاث سنوات.