عرضت سهرة اول امس مسرحية ''فوضى'' لمخرجها احمد العقون ومن بطولة نادية طالبي التي عادت للوقوف على خشبة المسرح بعد انقطاع 32 سنة، سامية مزيان ابنة الفنانة صونيا وزوجة المخرج عيسى بن خالد التي لم تخرج عن النمط التمثيلي الذي عهدناه منها منذ سنوات، عديلة بن ديمراد التي كشفت من خلال العرض عن طاقة متجددة في الاداء والتمثيل وأخيرا منيرة روبحي فيسة التي جسدت بحق ''الفوضى'' الايجابية بالعرض المسرحي بعد ان طغت عليه الرتابة وبطء الريتم بدايات العرض. دارت أحداث مسرحية ''فوضى'' من حول اربع نساء جمعتهن الظروف تحت سقف واحد الذي صار ملاذا لهن فالأولى ترملت قبل زفافها (نادية طالبي)، والثانية ارتكبت الخطيئة مع ابن قريبتها لتحمل منه ويتركها (عديلة بن ديمراد)، والثالثة أراد أهلها تزويجها من شيخ أكبر من والدها (منيرة روبحي)، والرابعة (سامية مزيان) فقدت والدها الذي أحبته فأصبحت ترى في كل الرجال والدها وقدمت كل واحدة مشكلتها بطريقة طغى عليها الاسلوب الخطابي أو كان قريبا من اجواء الحلقة. ان من تابع العرض السوري لهذه المسرحية والذي كتبه واخرجه الممثل السوري عبد المنعم معمايري لا يمكنه في أي حال من الاحوال أن يقارنه بالعرض الجزائري لأحمد العقون ليس لان هذا الاخير اختزل عدد الممثلات من 6 الى اربعة وابتعد عن الديكور الاصلي ولكنه اخراج عرض مختلف تماما عن الاصل في الشكل والمضمون وحتى في الحبكة الدرامية التي لم يتمكن المخرج من ابرازها بشكل جلي وواضح وجريئ بعد جزأرته للعرض برغم تطرقه لمواضيع لم يسبق لركح باشطارزي ان خاض فيها بالطريقة المباشرة التي اثارها مخرج العرض، خاصة ما تعلق بارتكاب الخطيئة والتدخين على الركح وكذا اسلوب الكلام الذي كان قريبا لواقع ما يتحدث به المجتمع الجزائري. إشكالية الذكورة الديكتاتورية والأنوثة المقموعة التي كانت أساس العرض السوري لم تبرز بجلاء في العرض بقالبه الجزائري، علما ان النص الأصلي للكاتب والممثل السوري عبد المنعم عمايري الذي اخرجه من واقعه السوري وسبق وأن قدمته مجموعة من الفنانات السوريات هن: نهال الخطيب، أمل عمران، زينة ظروف، سلافة معمار، نسرين فندي ونسرين جنا وتالق خلال عرضه بايام قرطاج في السنوات الماضية، حاول احمد العقون جزأرة هذا العرض المسرحي بالتنسيق مع الشاعر عبد الرزاق بوكبة من اللهجة السورية إلى العامية الجزائرية ويمكن ان نقول انه وفق في هذا الجانب لكننا شعرنا ونحن نتاعب العرض انه لم يوفق في ادارة الممثلات ما سبب تفاوتا في طريقة التمثيل بينهن خاصة الجزئية التي قامت بتأديتها الممثلة الواعدة منيرة التي كسرت بفضل وصلتها التمثيلية الرتابة والهدوء الذي ساد بدايات المسرحية. اشتغل احمد العقون على أربع نساء فقط ولكن الحضور كان لواحدة فقط دون البقية وهذا ما أثر على الخط الدرامي .