اقترحت الجزائر، خلق منصب نائب للأمين العام للجامعة العربية، وتأسيس آلية الترويكا على مستوى الرئاسة السنوية للجامعة، وشدد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، وهو يشرح هذه الإقتراحات على أن الآلية ''تضمن التواصل بين الرئاسات المتعاقبة وحفاظا على ذاكرة العمل المشترك وقراراته''. قال رئيس الجمهورية أنه و''في المقام الأول تدعم الجزائر خلق منصب للنيابة للمفوض العام وتستبشر خيرا بكافة الاقتراحات الجديدة لتفعيل منظومة العمل العربي المشترك وتساند على وجه الخصوص الاقتراح القائل بضرورة تعزيز إمكانات الأمانة نظرا لتزايد أعبائها وتحسبا لتوسع وتفرع مهامها المستقبلية لا سيما تلك المترتبة عن الإصلاحات الجارية، هذا ما يجعلنا ندعم اقتراح الأمانة العامة الرامي إلى خلق منصب جديد لإنابة المفوض العام''. و''في نفس السياق - يضيف الرئيس بوتفليقة- وللأسباب ذاتها نقترح تأسيس آلية الترويكا على مستوى الرئاسة السنوية للجامعة تعمل على مساعدة ومساندة رئاسة القمة في أداء مهامها على كل المستويات ضمانا للتواصل بين الرئاسات المتعاقبة وحفاظا على ذاكرة العمل المشترك وقراراته وحرصا على تحقيق الأهداف والسياسات المعتمدة على أحسن وجه''. وقال الرئيس ''إنه لما كانت نجاعة وفعالية العمل العربي المشترك تقاس بمستوى عقلانية القرارات والسياسات المرسومة ومدى نجاعة الأساليب المسخرة لتطبيقها، فإننا نناشد في المقام الثالث إخواننا في الدول الأعضاء وفي الأمانة العامة بالتحلي بروح البراغماتية والواقعية في صياغة تخصصات المجالس الوزارية والمفوضيات المقترحة وفقا لأولويات العمل العربي المشترك وتوجهاته الإستراتيجية الكبرى، وهذا تحاشيا لكل تذويب أو تشتيت لهذه الأولويات والتوجهات في إكثار مفرط من المجالس والمفوضيات يحول دون تحقيق ما نسعى إليه من انسجام في مواقفنا ودون النظرة الشاملة الملمة التي يجب أن تطبع قراراتنا واستراتيجياتنا في هذا الميدان أو ذاك. كما نؤكد ضرورة حفظ التناغم والتوازن العام بين مختلف أجهزة الجامعة القائمة منها والتي هي في طور الإنشاء وعلى تفادي كل أثقال لعبء البنية المؤسساتية المنشودة وعلى الحرص على التسخير العقلاني والمبرر لموارد الجامعة''. وأضاف الرئيس: لا يفوتني أن أنوه بمحتوى مذكرة الأمين العام للجامعة المتعلقة ب''سياسة عربية للجوار''، فقد عكست رؤية ثاقبة وبعدا في النظر حيال بلورة دور عربي فعال ومؤثر لاسيما في تعاطيه مع دول الجوار التي كثيرا ما تجمعنا بها تحديات واهتمامات مشتركة''. وقال ''تتأسس السياسة العربية للجوار لا محالة على حد أدنى من الثوابت والأهداف العربية المشتركة التي لا جدال فيها ولا تنازل عنها نضع في مقدمتها وجوب حل عادل ونهائي للقضية الفلسطينية واسترجاع كل الأراضي العربية المحتلة وتحقيق الأمن القطري والجماعي للدول والشعوب العربية والسعي من أجل ذلك لإبعاد كل أسباب التوتر وتهديد السلم بما في ذلك العمل بكل السبل المتاحة على جعل المنطقة العربية ومنطقة الشرق الاوسط، منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها السلاح النووي. هذا فضلا عن احترام وترقية القيم الثقافية والحضارية والدينية للأمة العربية في إطار الحوار بين الحضارات والأديان''. و''أما عن آليات التنفيذ - يضيف الرئيس- فلا أظن أننا بهذا القدر من الحاجة إلى هيكل مؤسساتي جديد مستقل بذاته. إنما هي سياسة جوار يجب أن تذوب في صلب سياسات الجامعة حيث تتبناها كافة أجهزة الجامعة من أمانة ومجالس ومفوضيات. تلكم هي -يقول بوتفليقة- باختصار شديد المبادئ المشتركة التي يجب أن ترتكز عليها أية سياسة عربية موحدة للجوار حتى تكون سياسة ذات مضمون يبرز وجودها وذات صدى ومصداقية لدى شعوبنا في الداخل وعند جيراننا وحلفائنا في الخارج''. ''إننا رغم تحمسنا الشديد لهذه المبادرة - يقول بوتفليقة- نحبذ توخي التأني والتمعن فيما يقتضيه مشروع كبير وطموح كهذا من الدراسة والفحص والتمحيص. كما نوصي على وجه الخصوص بأخذ ما هو مطلوب من الوقت والجهد للتدقيق فيما سوف يتمخض عنه من إلتزامات بيننا وبين دول الجوار سياسيا وقانونيا وعمليا وفيما لا يجب أن ينجم عنه لا سمح الله من انقسامات بين الأشقاء نحن في غنى عنها''. ''إن مسار الإصلاح المؤسساتي للجامعة - يؤكد الرئيس- الذي نرجو أن يحظى لدى كل الدول الأعضاء بالأولوية والعناية القصوى ومن قبل الأمانة العامة بالمتابعة الحثيثة والمستمرة لكفيل بأن يوفر بعد استكماله المناخ الأنسب لإعداد أسس سياسية عربية موحدة للجوار تخدم مصالح أمتنا وتحقق أهدافنا المرسومة''.