اختتمت في العاصمة الصينية الدورة ال24 لمعرض بكين الدولي للكتاب بحضور قوي لإيران التي حلت ضيف شرف على المعرض، ومشاركة رمزية باهتة للعرب. واستمر المعرض خمسة أيام بمشاركة 2500 عارض يمثلون 89 دولة ومنطقة، وبلغ عدد زواره -حسب الجهة المنظمة- 300 ألف، متجاوزا الرقم المتوقع (ربع مليون زائر)، ومع ذلك اعتبر هذا الرقم ضئيلا في دولة يتجاوز عدد سكانها المليار، وتحتل مكانة متقدمة في قائمة الدول العليا نسبة في معدل القراءة.واقتصرت المشاركة الصينية على 300 دار نشر، بينما بلغت نسبة دور النشر الأجنبية 58% من إجمالي الدور المشاركة بالمعرض، وكان لافتا مشاركة 29 من الدول الواقعة على امتداد "الحزام والطريق" لأول مرة في المعرض.نمو مطرد أوضح المسؤول في دائرة العلاقات العامة لمعرض بكين الدولي للكتاب، شياو لين، أن مشاركة الدول المطلة على مبادرة الحزام والطريق في المعرض جاءت في إطار الاتفاقيات الموقعة بين الصين ودول الحزام والطريق لتعزيز التعاون والتبادلات الثقافية.وقال لين في حديثه للجزيرة نت إن الصين تشارك أيضا في حوالي 60 معرضا وفعالية ثقافية تقام في دول الحزام والطريق سنويا. وأضاف أن أكثر من 80 وفدا صينيا شاركوا بفعاليات ثقافية دولية منذ مطلع العام الحالي.وأشار إلى أن حجم التجارة الخارجية التي حققتها الصين في مجال التبادلات الثقافية والمطبوعات وحقوق النشر، بلغت حتى جوان الماضي 2.5 مليار دولار، متجاوزة 800 مليون دولار عن هذه الفترة في عام 2016.وعزا سبب الزيادة إلى مبادرة الحزام والطريق، التي أسهمت، حسب قوله، في نمو حجم التجارة بهذا القطاع، وذلك بعد توقيع اتفاقيات جديدة مع حوالي 50 دولة ومنطقة، خصوصا في منطقة وسط أوروبا وجنوب شرق آسيا. الحضور الإيراني والعربي وتميزت النسخة الحالية من معرض بكين بحضور إيراني كبير، ووجود عربي محدود، فقد حلت إيران ضيف شرف على المعرض، بمشاركة 13 دار نشر إيرانية، خصصت لها الإدارة المنظمة جناحا كبيرا بلغت مساحته 500 متر مربع.وقد شهد الجناح الإيراني عرض لوحات فنية على جدار طويل صمم على شكل حزام، بالإضافة إلى عرض كتب من الأدب الإيراني باللغات الفارسية والصينية والإنجليزية. كما خصصت شاشة كبيرة عرضت فيها مجموعة من الأفلام القصيرة المترجمة إلى اللغة الصينية عن التراث والموسيقى والفن والأدب الإيراني.كما نظمت وكالتا الأنباء الإيرانيةوالصينية معرضا مشتركا لمجموعة من الصور الخاصة بالوكالتين عن تاريخ العلاقات بين البلدين، وأظهرت بعض الصور لقطات لمشاركات فرق رياضية إيرانية في بطولات نظمت بالصين، إضافة إلى صور أخرى وثقت زيارات سياسية واقتصادية وثقافية لمسؤولين من البلدين. ومن المقرر أن تشارك الصين ضيف شرف في معرض طهران الدولي للكتاب عام 2019، بناء على دعوة من الضيف الإيراني.أما الحضور العربي فكان ضعيفا حيث اقتصرت مشاركة بعض الدول العربية في المعرض على أكشاك مجانية في إطار اتفاقيات تبادل ثقافي مع الصين، وتمت الاستعانة ببعض الكتب والمنشورات ذات الطابع الرسمي الموجودة في المكاتب الثقافية التابعة لسفارات هذه الدول بالعاصمة الصينية. يشار إلى أن معرض بكين الدولي للكتاب يعد واحدا من أكبر أربعة معارض للكتاب في العالم، وتشارك فيه أكثر من 2000 دار نشر صينية وأجنبية، ويحقق مبيعات سنوية لا تقل عن 900 مليون دولار.