فاز المرشح الديمقراطي دوغ جونز بمقعد ولاية ألاباما في مجلس الشيوخ متقدما على منافسه الجمهوري المثير للجدل روي مور في سباق انتخابي محموم اتسم بالإثارة حتى لحظاته الأخيرة، وذلك في ضربة سياسية موجعة للرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقلب المرشح الديمقراطي الطاولة على منافسه الجمهوري بعد أن حول تراجعه الكبير إلى فوز بشق الأنفس مع انتهاء عملية فرز الأصوات وذلك بعد أن حصل على حوالي 640 ألف صوت مقابل 631 ألفا لروي مور بفارق لم يتجاوز تسعة آلاف صوت.ورفض المرشح الجمهوري روي مور الاعتراف بالهزيمة بحجة التقارب في النتائج، وألمح إلى إمكانية إعادة فرز الأصوات.وتأتي هذه الانتخابات الفرعية من أجل ملء المقعد الشاغر الذي أحدثه تعيين جيف سيشنز وزيرا للعدل.ولم تشهد ألاباما التي تعد من القلاع الجمهورية في عمق الجنوب الأميركي انتخاب أي عضو ديمقراطي لمجلس الشيوخ منذ عام 1992 من القرن الماضي. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد حقق فوزا كاسحا في هذه الولاية خلال انتخابات الرئاسة الأخيرة بنسبة فاقت 62%.وتشكل هذه النتيجة الصادمة للمحافظين اختبارا حقيقيا مبكرا لانتخابات التجديد النصفي التي تجرى العام المقبل، كما ستؤدي من دون شك إلى خلط الأوراق في مجلس الشيوخ مع حصول الديمقراطيين على مقعد إضافي. وبهذا الفوز قلص الديمقراطيون الفارق في مجلس الشيوخ إلى 49 صوتا مقابل 51 للجمهوريين الذين لا يزالون يحتفظون بأغلبية هشة.ومن المؤكد أن يربك هذا الفوز مساعي الرئيس الأميركي لتمرير قانون منتظر لإصلاح النظام الضريبي بعد تعثر تشريعات أساسية في بداية رئاسته كقانون الرعاية الصحية، حيث بات الوضع أكثر تعقيدا بالنسبة للبيت الأبيض بعد الفوز المفاجئ للديمقراطيين. وشهدت انتخابات ألاباما نقاشا وطنيا غير مسبوق انعكس في نشرات القنوات الإخبارية وبرامجها الحوارية، فضلا عن مواقف السياسيين من كلا الحزبين، وذلك بعد تكشف تقارير عن اعتداءات جنسية بحق قاصرات كان بطلها المرشح الجمهوري روي مور. وكانت المؤسسة الحزبية الجمهورية قد دعت مور للتنحي عقب هذه التقارير، في حين ظل البيت الأبيض مترددا بادئ الأمر قبل أن يحسم ترمب موقفه بتأييد مور بشكل علني.ويعتقد أن موقف ترمب تأثر إلى حد كبير بمستشاره السابق ستيف بانون الذي أعلن تأييده للمرشح الجمهوري منذ البداية في تحد للجمهوريين التقليديين ورغم التحذيرات بالتداعيات التي أحدثتها الفضائح الجنسية المزعومة لمور والخشية من أن تعزز هذه التقارير صورة الجمهوريين كحزب يتسامح مع قضايا التحرش الجنسي.ويحسب مور على التيار المتشدد داخل الحزب الجمهوري في قضايا مثل حيازة الأسلحة والمهاجرين.وسيشكل فوز الديمقراطي دوغ جونز في ولاية ألاباما حافزا ضخما للديمقراطيين من أجل استعادة الأغلبية في انتخابات الكونغرس العام المقبل والتي يعتقد إلى حد كبير أنها ستكون البوصلة في تحديد مآلات رئاسة ترمب.