دعا رئيس جمعية العلماء الجزائريين المسلمين عبد الرزاق قسوم، مؤسسات الجمهورية للتدخل لإنقاذ سمعتها من غلو الشيخ فركوس. واتهم قسوم أمس الشيخ فركوس برفض الاستجابة لطلب رئيس الجمهورية الداعي إلى نبذ الغلو وتوحيد الصفوف الجزائريين في رسالته يوم 16 أفريل، بسبب ما ورد في كلمته الشهرية الأخيرة التي تضمنت تهجما على جمعية العلماء المسلمين ووسائل الإعلام.واعتبر ذات المتحدث الإتهامات التي تضمنتها كلمة الشيخ السلفي ضد مسؤولي جمعية العلماء المسلمين "لا أساس له امن الصحة وباطلة وتافهة والجميع يشهد على حرص الجمعية في خدمة الدين والجزائر بصفة عامة".وأوضح قسوم أن جمعية العلماء مخلصة في عملها الدعوي متشبثة بدينها وبتعاليم المذهب المالكي الذي يعد مرجعية الجزائريين، موضحا أنها سائرة في منهج التوحيد الرباني وهي على خطى المؤسسين الأولين الشيخين ابن باديس والابراهيمي.وقال رئيس جمعية العلماء إن الجزائريين كانوا يتوقعون أن يعدل الشيخ فركوس عن ما جاء في خرجته الأولى التي خلقت زوبعة كبيرة، لكنه انتهج العكس في كلمته الثانية التي بينت إصراره على خطئه، مضيفا بالقول إن الكلمة لاشهرية الجديدة ستؤدي إلى خلق نعرات وكوارث بالجزائر ما يوجب أخذ الحيطة والحذر والتعامل معهابشكل عقلاني لتفادي أي انزلاقات قد تحصل وسط إدخاله لعامة الناس في مسائل العلماء.ودعا محدثنا الشيخ فركوس إلى ضرورة التخلي عن خدمة أجندات جهات خارجية على حساب الجزائر، والسير على خدمة المرجعية الدينية بالداخل بكل السبل التي تساعد على فهم التوحيد ومنهج أهل السنة والجماعة.وتجدر الإشارة أن الشيخ الفركوس وجه اتهامات خطيرة لجمعية العلماء قائلا في كلمته الشهرية الصادرة الخميس الفارط، كان أبرزها وصفها ب" الجمعيَّة الحزبيَّة الجزأريَّة التي تحارب عقيدةَ التَّوحيد ودعوةَ الحقِّ، وتُكِنُّ العداوةَ لأهلها، وتُوغِرُ صدورَ النَّاس عليهم؛ فاللهُ المَوْعد".ومن جهته فتح شيخ المذهب السلفي في الجزائر، محمد علي فركوس، النارعلى الأطراف التي انتقدته بعد كلمته الشهرية الماضية تحت عنوان: "سليط الأضواء على أنَّ مذهبَ أهلِ السُّنَّة لا يَنتسِبُ إليه أهلُ الأهواء". وعاد الشيخ فركوس في كلمته لهذا الشهر التي وسمها ب "تبيين الحقائق للسالك لِتَوقِّي طُرُق الغواية وأسبابِ المهالك"، إلى الجدل الذي أعقب كلمته الماضية، حيث وصف منتقديه بالباحثين عن الشهرة والمتملقين للحكام الذين اتخذو من مقاله مُتَّكَأً للقفز في سُلَّم الشُّهرة بادِّعائهم مناظرته والالتقاءَ به للإنكار عليه ونصحِه، ولم يكن شيءٌ مِنْ ذلك، وإنَّما هو شهوة الظُّهورِ، وشَبَقُ السَّبْقِ إلى الأخبار" -حسبه-.وقال فركوس : "حاولتُ جادًّا مِنْ خلالِ النَّظر في الرُّدود على مقالي السَّابقِ أَنْ أجِدَ في أقلام الكُتَّاب المخالفين، الَّذين ادَّعَوْا لأَنْفُسهم الصِّدقَ والإنصاف، وفي مقالاتِ المُعترِضين وتعليقاتِهم، مِنَ الصحفيِّين المُنتسِبين إليهم والمأجورين وغيرِهم انتقادًا بنَّاءً أو اعتراضًا مُفيدًا، يحمل بصيصًا مِنْ نورٍ أو أَثَارةً مِنْ علمٍ لعلَّها تنفعني، لكنِّي مع الأسف الشَّديد لم أجِدْ لهم صِفةَ الصِّدق خُلُقًا، ولا العدل متَّصَفًا، ولا الحقِّ مُنصَفًا، بل حليفُهم الافتراءُ والادِّعاءُ المجرَّد عن الدَّليل، المُفرغ عن الحُجَّة؛ سلكوا فيها سبيل التَّناقض والالتواء، في محاولةِ تدعيمها بكُلِّ ما يَصِلُ إليهم مِنْ أكاذيبَ وأباطيل، وحشَوْا مقالاتِهم وسوَّدوا صحائفَهم بما افترَتْه أقلامُهم المسعورةُ مِنَ التَّهجُّم والنَّبز بالألقاب الشَّنيعة والصِّفات الذَّميمة التي رمَوْني بها بلا مُستنَدٍ ولا دليلٍ".