شدد وزير الموارد المائية حسين نسيب أمس بالجزائر على ضرورة الرفع من مستوى العمل التكاملي مع مختلف القطاعات و التنسيق المؤسساتي و العملياتي بغية استباق ظواهر الفيضانات والتقليل من مخاطرها. وخلال افتتاحه لليوم الدراسي حول الاستراتيجية الوطنية الجديدة للوقاية من الفيضانات والمخاطر الكبرى الذي حضره كل من وزير الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، نور الدين بدويي ووزيرة البيئة و الطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي ورؤساء المجالس الشعبية الولائية وممثلين الوزارات القطاعية، أفاد نسيب أن العمل التشاركي مع القطاعات الوزارية الأخرى يضمن الوقاية من مخاطر الفيضانات والتصدي لها.وقال نسيب أن الهدف من هذا اليوم الدراسي يكمن في عرض الإستراتيجية الوطنية الجديدة لمكافحة الفيضانات التي تم إعدادها في إطار برنامج شراكة و تعاون مع الاتحاد الأوروبي مشيرا أنها تتضمن خمسة محاور كبرى تتعلق بتحسين معرفة خطر الفيضانات و تقليص الهشاشة و إعادة النظر في نمط تخطيط الهياكل الخاصة بالحماية من الفيضانات و التهيئة المستدامة للأقاليم فضلا عن تطوير التعاون والتنسيق المؤسساتي . وأكد نسيب أن الدراسة حددت 689 موقعا معرضا بدرجات متفاوتة لخطر الفيضانات عبر التراب الوطني بحيث تضمنت أيضا آلية لمواجهة هذا الخطر إلى آفاق 2030. وأكد الوزير -فيما يخص تطوير النظام الوطني للترقب و الإنذار المبكر عن خطر الفيضانات -أنه تم اقتناء 100 محطة للتجميع الآلي للمعطيات بالاتصال اللاسلكي لتوقع الفيضانات والإنذار المبكر ما يسمح بمتابعة تهاطل الأمطار ومستوى المياه في الوديان بغرض استباق الفيضانات و التحذير منها باستخدام احدث التقنيات في هذا المجال.وكشف نسيب أن الحظيرة الوطنية للسدود المتكونة حاليا من 80 سدا كبير تساهم في ضبط سيلان المياه في مجاري الوديان عبر التراب الوطني .كما أوضح أنه يتم التكفل بالأخطار المحيطة بالمنشآت المائية أي السدود الكبرى من خلال انجاز دراسات أخطار بابتداء من مرحلة التصور الأولي للمشروع تتضمن إجراءات الوقاية الواجب اتباعها على مستوى كل سد مع إعداد خرائط للمناطق المعرضة للفيضانات ، مشيرا أنه تم بالفعل إعداد الدراسات المذكورة على مستوى 51 سدا و الباقي في مراحل متقدمة.و ذكر نسيب أن التكفل بظاهرة الفيضانات بدأ منذ سنة 2000، حيث خصصت له الدولة استثمارات هامة سمحت بتجسيد حوالي 380 عملية عبر التراب الوطني شملت انجاز حواجز واقية و سدود للحد من مياه الفيض و مجمعات لمياه الأمطار و كدا تهيئة الوديان و توسيعها و تحصين صفوفها مشيرا أنه يجري حاليا انجاز 192 مشروعا من نفس الطراز. للتذكير اشترك في إعداد هذه الاستراتيجية الوطنية للتصدي للفيضانات عدة قطاعات منها قطاع الداخلية والجماعات المحلية و قطاع السكن و كذلك العمران و الأشغال العمومية و النقل و الوكالة الوطنية الفضائية من أجل تأمين المواطنين والمقيمين في مناطق الخطر و تقليص الأضرار على الممتلكات.