وصف الفريق احمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني و رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، النتائج الأولية للتمرين التجريبي لاستعراض طائرات بدون طيار الذي شهده يوم الخميس الميدان المركزي للجو بحاسي بحبح ب"المشجعة والمتجاوبة تماما مع ما كنا نصبو إليه"، حسب بيان لوزارة الدفاع الوطني. وفي كلمة توجيهية ألقاها في ختام التمرين بالقاعدة الجوية عين وسارة (ن/ع 1)، قدم الفريق قايد صالح شكره الجزيل لكافة المشاركين، بجميع مستوياتهم، "الذين برهنوا من خلال هذا التمرين على حسن توظيف مؤهلاتهم وخبراتهم في مجال تطويع المنظومات الحديثة والتجهيزات العصرية، لاسيما الطائرات بدون طيار، وساهموا في إعطاء صورة واضحة وجلية عن المستوى العملياتي الجيد الذي بلغته قواتنا الجوية"، حسب نفس المصدر. وأكد الفريق الذي أشرف على تنفيذ التمرين "إن الأهداف الجليلة التي تثابرون اليوم من أجل تجسيدها ميدانيا، تستحق منكم فعلا هذا الإصرار على النجاح، وإنني إذ أحيي الجميع على مشاركتهم الفاعلة في إجراء هذا التمرين الجوي، كل في موقع مسؤوليته وحدود صلاحياته، فإنني أعتبر نتائجه الأولية مشجعة ومتجاوبة تماما مع ما كنا نصبو إليه"، مشيرا إلى ضرورة "أن يكون هذا التمرين، محفزا قويا على البحث الدائم على تنمية المهارات وصقل الكفاءات وتوظيف التجارب والخبرات المكتسبة، وجعل ثماره نقلة نوعية أخرى نحو الأحسن". وقال نائب وزير الدفاع الوطني في هذا الإطار انه ينبغي على الجميع أن" يعي ويدرك مدى المجهودات التي بذلناها في السنوات القليلة الماضية، حتى بلغت القوات الجوية كل هذه الأشواط. أشواط أصبحت من خلالها تمثل مكونا أساسيا قويا ومقتدرا ومتطورا من مكونات الجيش الوطني الشعبي، التي نعتبر أن رهان تطويرها وتحديثها والوصول بها إلى المرامي المرغوبة، هو التحدي الذي سعينا ونسعى إلى استكمال مساره الناجح وكسب نتائجه المأمولة". وأضاف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في كلمته التي تابعها أفراد وحدات الناحية عبر تقنية التخاطب المرئي عن بعد أن "المتتبع للمسار التحديثي للجيش الوطني الشعبي يستشف دون عناء تلك المجهودات المضنية والمتواصلة المبذولة باستمرار، من أجل بلوغ قواتنا المسلحة أهدافها التطويرية المرسومة". وأكد في ختام اللقاء بالإطارات والأفراد أنه على يقين تام بأن أفراد الجيش الوطني الشعبي واعون كل الوعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم ومدركون تمام الإدراك بأن الاضطلاع بالمهام المسندة لن يتأتى إلا بتحضير القوات، تحضيرا مثاليا، يتناغم مع جسامة هذه المهام النبيلة. وحرص الفريق خلال زيارة العمل والتفتيش إلى الناحية العسكرية الأولى على الالتقاء بالإطارات والأفراد، حيث فسح المجال بعد كلمته التوجيهية لتدخلات الإطارات والأفراد الذين أكدوا بأنهم قادرون على التحكم في أدق التكنولوجيات الحديثة التي تسمح لهم بحماية بلدهم حماية كاملة ضد أي خطر قد يتهددها. وكان الفريق تابع بالميدان المركزي للجو بحاسي بحبح وبعد مراسم الاستقبال، رفقة اللواء عبد الحميد غريس، الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، واللواء حميد بومعيزة، قائد القوات الجوية، عروضا مفصلة حول سير التمرين ومختلف مراحله، ليتابع مختلف أطوار تنفيذه، بدءا من عملية الاستطلاع الجوي إلى تنفيذ الرمايات. للعلم فإن هذه الطائرات بدون طيار تم تصنيعها بالجزائر من قبل مهندسين وتقنيين وإطارات من الجيش الوطني الشعبي، واختير لها اسمي "الجزائر 54" و"الجزائر 55"، تيمنا بهاتين المحطتين التاريخيتين البارزتين في مسار الثورة التحريرية المباركة. ويأتي تنفيذ هذا التمرين التجريبي بغرض اختبار القدرات العملياتية لهذه الطائرات في مجال الاستطلاع الجوي، حسب البيان الذي أوضح أن تنفيذ هذا التمرين الاستعراضي لمنظومات الطائرات بدون طيار، الثاني من نوعه بعد ذلك الذي تم تنفيذه نهاية شهر أكتوبر الماضي، "يؤكد حرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على المسايرة الفاعلة للتطور التكنولوجي الكبير الذي يشهده الميدان العسكري، لاسيما في مجال الطائرات بدون طيار، التي أصبحت أحد أهم الوسائل التكنولوجية الحديثة التي أثبتت نجاعتها في الميدان، في مختلف أشكال العمليات لاسيما المراقبة الجوية المستمرة والبث الآني لمعلومات الاستطلاع. كما يُعد هذا التمرين بمثابة الاختبار الحقيقي والميداني لمدى الانسجام العملياتي والتنسيق بين كل من الطائرات دون طيار وبقية الوسائل التي تقوم بتنفيذ مهامها وفقا لما تتلقاه من معلومات استطلاعية دقيقة".