تم تتويج مسرح أم البواقي الجهوي ليلة الأربعاء إلى الخميس بجائزة أحسن عرض متكامل عن مسرحية "تيمنفلة" أو "الخيوط المتشابكة" و ذلك في اختتام المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الناطق بالأمازيغية في طبعته العاشرة الذي احتضنته قاعة عروض مسرح باتنة الجهوي في الفترة من 13 إلى 19 ديسمبر الجاري. وتدور أحداث هذا العرض المسرحي الذي أخرجه الفنان لحسن شيبة حول قصة رجل وزوجته اضطرتهما الظروف لمغادرة المدينة والاستقرار في الريف بمنزل عائلي قديم لكن تتوالى الأحداث في شكل كوميدي تراجيدي و يتبين أن الفترة تعود لسنوات العشرية السوداء حيث يشتد الصراع بين الشخصيات التي تعيش تحت هذا السقف ويتحول الزوجان إلى حكم في الأحداث التي تجري بالمنزل في قالب فكاهي . وعادت جائزة أحسن إخراج لتونس آيت علي عن مسرحية"إنوا كتش" أو (من تكون) للجمعية الثقافية ماشاهو ايفرحونن من تيزي وزو وهي الولاية التي تحصلت أيضا على جائزتي أحسن سينوغرافيا عن مسرحية "تيمووراث" أو (المطلقات) وأحسن دور نسائي للممثلة زوليخة طالبي عن دور فاطمة في ذات المسرحية التي أنتجها مسرح تيزي وزو الجهوي. أما جائزتا أحسن نص وأحسن تأليف موسيقي فعادتا للمسرح الجهوي للعلمة بسطيف عن مسرحية ''إيض ن أوسلكم" (ليلة الإعدام) فيما منحت جائزة أحسن أداء رجالي للممثل محمد لفقير عن دور موح في مسرحية "موح يروح" للمسرح الجهوي لبجاية كما عادت جائزة لجنة التحكيم لجمعية ثاغرما أقبو ببجاية عن مسرحية "أنتيقون". وأوصت لجنة تحكيم منافسة المهرجان بأن تحظى المسرحية المتوجة بجائزة أحسن عمل متكامل بجولة وطنية للعرض مع اقتراح أيام تكوينية لفائدة الجمعيات والتعاونيات النشطة في مجال الفنون الدرامية وكذا إدراج العروض المسرحية الناطقة بالأمازيغية ضمن برنامج المهرجان الوطني للمسرح المحترف . وتضمنت التوصيات أيضا المطالبة بدعم المهرجان ماديا عن طريق تخصيص ميزانية تمكنه من تحقيق الأهداف التي أنشئ لأجلها وتمكين محافظة التظاهرة من إنشاء ورشات في الكتابة بالمتغيرات الأمازيغية وخلق تجارب لقاءات بينها . وتخلل حفل اختتام التظاهرة الذي استقطب جمهورا غفيرا من عشاق الفن الرابع إلى جانب مثقفين ومهتمين بالمسرح وصلات غنائية منوعة لفرقة "نيوزيك" (جديد الأمس) وكذا تكريم بعض الفاعلين في الساحة المسرحية. وشهدت الطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي التي جاءت هذه السنة تحت شعار "الانفتاح و الاستمرارية" حضورا قويا لولاية تيزي وزو بأربعة عروض منها واحد للمسرح الجهوي و3 لجمعيات ثقافية فيما غاب المسرح الجهوي لباتنة لأول مرة عن هذا الموعد الفني . وأكد محافظ التظاهرة سليم سهالي على هامش حفل الاختتام أن جهودا كبيرة بذلت لأجل إنجاح هذه الطبعة على الرغم من محدودية الميزانية وانعدام "السبونسور" مؤكدا على أن الهدف من المهرجان يبقى يتمثل دائما في المساهمة في إثراء المسرح الناطق بالأمازيغية وجعل هذا الموعد الثقافي فضاء مفتوحا أمام المبدعين والرقي به وكذا تثمين اللغة الأمازيغية بكل متغيراتها . يذكر بأن ندوة حول "تجربة الكتابة المسرحية" قد تم تنظيمها خلال هذه التظاهرة لفائدة عشاق أب الفنون والمهتمين بالمسرح الناطق بالأمازيغية و إقامة معرض للكتاب بالأمازيغية.