يُجمع الجزائريون على أن مؤسسة الجيش خط أحمر لا يمكن المساس به تحت أي ظرف، على اعتبار أنها الحامي الأول للسيادة الترابية والوحدة الوطنية، وضامنا هاما لحماية الدستور، رغم بعض الحملات "الباهتة" التي تشنّ ضدها عبر مواقع التواصل الإجتماعي. خطاب لقائد الأركان قايد صالح،حول دعوته لتفعيل المادة 102 من الدستور، أثرى كثيرا النقاش عبر مواقع التواصل الإجتماعي بين مختلف أطياف المجتمع الجزائري، غير أن الثابت والمتغير في المسألة يشير أن مؤسسة الجيش لا يمكن المساس بها بغض النظر عن فساد أو نزاهة بعض مسؤوليها.حيث أكد الجزائريون أن هذه الخرجة الأخيرة لقايد صالح أحد صُنّاع القرار في الجزائر، إنما تدل على وقوف المؤسسة الأمنية مع الشعب الجزائري الرافض لحكم بوتفليقة ورجالاته، وهي تأكيد على خطابات الرجل السابقة المؤيدة للإرادة الشعبية ومطالبها، في وقت شدّد فيه الجزائريون طيلة المسيرات الماضية تمسكهم بهذه المؤسسة تحت شعار "الجيش الشعب.. خاوة خاوة"، إضافة لدعوات سابقة وحالية قادتها أطراف سياسية وشخصيات وطنية، من أجل تدخل الجيش لحماية المطالب الشعبية وحماية الدستور الذي ينص على أن الشعب مصدر السلطة. وجاءت تعليقات ومنشورات لإعلاميين وأساتذة جامعيين و«فايسبوكيين" على إختلاف مشاربهم، مُؤيدة عموما لقرار مؤسسة الجيش رغم تحفظ البعض وتشكيك البعض الآخر في نوايا قائد الأركان.حيث أكد الجزائريون من خلال حساباتهم الفايسبوكية على أن الجيش إختار الشعب على بوتفليقىة، فيما قال البعض الآخر أن قايد صالح تخلى عن صديقه الرئيس، ليشير البعض الآخر على أنه إنقلاب عن الرئيس وهو ما أثار كثيرا من السّجال لاسيما وأنه صدر من تيار معروف له أجندة "مُريبة".كما تحدث آخرون على أن خطوة قايد صالح متأخرة جدا، حيث ستضمن للرئيس إكمال الرئيس لعهدته المنتهية يوم 28 أفريل، لأن تطبيق المادة ذاتها سيُجيز لرئيس مجلس الأمة تسيير شؤون البلاد لمدة 45 يوما ليتم إقرار رسميا شغور المنصب في حال التأكد من العجز لدى الرئيس، ليبقى طرف آخر يعتقد بأن هذا الموقف ما هو إلا اتفاق بين الجيش والرئاسة من أجل ضمان خروج مشروف للرئيس وهذا تحت الحماية الفرنسية، وهو أمر "جلل" في حال إن صدقه الجزائريون.كما راح بعض من الجزائريين يكيلون التهم للرئيس ويحاولون التحريض على ضرورة رحيل قايد صالح، داعين الجزائريين إلى رفع شعارات "ديقاج قايد" يوم الجمعة، وهو ما فتح معارك بين طرفين أحدهما يدعو للتعقل والتمسك بالمطالب والإصطفاف إلى جانب الجيش ، وآخر يهاجم تحت شعار "يتنحاو قاع"، في إنتظار ما تحمله هذه الساعات قبل الجمعة.