شهدت الساحة السياسية في الاسابيع القليلة الماضية حدثا مهما، وهو ظهور عشرات الصفحات عبر فيسبوك لمجموعات مناضيلن من حزب جبهة التحرير تطالب بتطهير الحزب من " العصابات والمجرمين" ، وتنادي بعقد مؤتمر عام جديد للحزب وحل كل هياكل الافالان التي تم تنصيبها من قبل العصابة . و عاد الحديث على مستوى محلي في أكثر من مكان على مستوى حزب جبهة التحرير الوطني ، حول تصحيح مسار حزب جبهة التحرير الوطني ، و اعادته إلى السكة الأولى فقد تعالت اصوات مناضلين من حزب الآفالان في أكثر من ولاية ، تطالب بالعودة الى تراث ورصيد القائد التاريخي للحزب عبد الحميد مهري، و تطهير الحزب من عصابات عمار سعداني و جمال ولد عباس ، وتتحدث منشورات عديدة, جمال ولد عباس، ومنذ تزكيته شهر أكتوبر من سنة 2016، كسر جميع أعراف وتقاليد الحزب العتيد السابقة ، وأصبح لا يولي أدنى إهتمام لهياكله سواء تعلق الأمر، بالمكتب السياسي الذي ورثه، عن سابقه، أو لجنته المركزية، بالإضافة الى عدم تجديد هياكل الحزب على مستوى البلديات والولايات، منذ عهد عبد العزيز بلخادم، عدا إدخاله لبعض الرتوشات التي قام به سابقه عمار سعداني، عندما استحداث محافظات جديدة، تماشيا مع التقسيم الإداري، الذي أقرته الحكومة، ورفض ، ولد عباس ، التتحية و تطليق الكرسي و اضحت سياسة الهروب الى الأمام التي إنتهجها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، مع قيادات حزبه وبالأخص مع أعضاء لجنته المركزية بادية للعيان و"مفضوحة" وكان متخوف من التنحية، ليتعرض لأزمة صحية آقعدته الفراش ، مما أضطره لإختيار ، معاذ بوشارب، وصيا على الحزب العتيد.فترة أمانة ، معاذ بوشارب، للحزب تحولت إلى مناوشات شبه يومية ، و أقر 150 عضوا من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني الأفلان، إضافة إلى 70 وكالة من أعضاء آخرين، حالة شغور منصب الأمين العام للأفلان. وصادق الأعضاء المجتمعون في مقر قسمة بوروبة على ضرورة استرجاع الخط السياسي للحزب وإستقلالية قراره وتم إبعاد معاذ بوشارب بالقوة معتبرين ممن كانت سياسته الغلق بالكادنة مثلما فعل في المجلس الشعبي الوطني فعلوا الشيء نفسه على مستوى مقر الحزب وتم الإطاحة به، وبعدها تم تنصيب ، محمد جميعي ، بشكل قانوني وبأنتخاب كل الأعضاء ألا مصيره كان الحبس المؤقت، و كان قد تنازل للقيادي علي صديقي من أجل تولي الأمانة العامة للحزب. الناطق الرسمي السابق باسم الافلان فؤاد سبوتة: قريبا اجتماع طارئ للجنة المركزية لانتخاب آمين عام جديد اكد فؤاد سبوتة القيادي في الافلان ومقرر لجنة الشؤون القانونية بمجلس الآمة في تصريح صحفي أن حزب جبهة التحرير الوطني ضرب مرة أخرى في الصميم واهتزت صفة الأمين العام للمرة الثانية ماجعل أوضاع الحزب تتأزم اكثر فأكثر إلى درجة أضحت نكسة بكل المقاييس وقال "سبوتة " الأمر الذي دفعنا من البداية اي من ساعة طلب وزير العدل حافظ الأختام رفع الحصانة عن محمد جميعي إلى المطالبة باستقالته الفورية والذهاب إلى دورة طارئة للجنة المركزية لانتخاب آمين عام جديد لكن للاسف الانانية وحب المنصب والتسلط والحسابات الضيقة كلها عوامل حالت دون تحقيق هدا المطلب وفي المقابل تم ابتداع فكرة التكليف بالنيابة أو التفويض وهي سابقة في تاريخ الحزب حسب" سبوتة" لان التفويض بتسيير شؤون الحزب يكون في مواضع معينة وليس في هده الحالة لان المعني بالامر هنا فقد الأهلية بلغة القانونيين لدلك السيناتور و مقرر لجنة الشؤون القانونية بمجلس الأمة، أردف "أقول وأؤكد أنه من الضروري ومن الواجب ومن المنطقي أيضا إنهاء هده المهزلة في أسرع وقت ممكن لأن التحديات التي تواجه الحزب كبيرة ولا يمكننا الذهاب إلى الرئاسيات ونحن في حالة تسلل وتشتت وهو رأي غالبية الإطارات والقياديين في الجبهة واذا كان قدرنا هو هزات ومطبات فإن اللجنة المركزية بها الكثير من الشرفاء والخيرين اللذين بإمكانهم إعادة بناء صورة الحزب التي انكسرت لدى الجزائريين والجزائريات من جديد لأنهم يحملون الجبهة في قلوبهم ويؤمنون برسالتها وبرسالة الشهداء الأبرار. وفي السياق ذاته، أكد الناطق الرسمي باسم الحزب سابقا في كلامه أن وضع الجبهة صعب لكن الإرادة موجودة والطاقات متوفرة لاعادة بعث الحزب من جديد وفق رؤية وتصور جديد يأخذ بعين الاعتبار المعطيات التي افرزها الحراك هدا الأخير الذي حرر جميع الجزائريات والجزائريين وحرر أيضا حزب جبهة التحرير الوطني من سلطة الهاتف . وعرج القيادي في الحزب على مسالة الداعين إلى الإسراع بعقد مؤتمر للحزب مشيرا الى ان مطالب هؤلاء مشروعة والمؤسسة بالنظر إلى الكثير من المعطيات الواقعية والعقلانية وعلى اعتبار ان بعض الأسماء قد شوهت صورة الحزب واضرت به بل و خيبت طموحات المناضلين وجانبت بعضها الصواب في اتخاد القرارات المصيرية التي واجهت التشكيلة السياسية الأولى في البلاد، مؤكدا في الوقت نفسه انه يأمل شخصيا أن تسهر القيادة الجديدة للحزب التي ستنبثق عن الاجتماع الطاريء للجنة المركزية الذي لن يتأخر طويلا على التحضير الجيد للمؤتمر ليكون مؤتمرا جامعا لبنات وأبناء جبهة التحرير الوطني وفق توجهات ورؤى جديدة تساير التحولات التي تعرفها البلاد . وختم القيادي في الحزب فؤاد سبوتة تصريحه انه ورغم هده النكسة الجديدة إلا أن قناعته قوية في قدرة قيادات الحزب ممثلين في أعضاء اللجنة المركزية على تجاوز المحنة من خلال التحلي بروح المسؤولية والذهاب إلى المستقبل بوجه أخر مغاير وبنفس جديد ووجوه جديدة تعيد الروح إلى الحزب وتعيد الأمل للمناضلات والمناضلين .