بن حمودة الأوفر حظاً للظفر بالمنصب تجتمع اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، اليوم وللمرة الثانية في غضون أسبوع، حيث ستستأنف أشغال دورتها الاستثنائية لانتخاب أمين عام جديد بعد فشلها في ذلك الثلاثاء المنصرم. وترشح لمنصب الأمين العام للأفلان، 12 شخصاً، يتقدمهم رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة، الذي عُزِل في واقعة أثارت الكثير من الجدل، وخلفه في المنصب معاذ بوشارب، الذي يشغل منصب منسق قيادة الحزب، منذ نهاية نوفمبر الماضي، عقب استقالة الأمين العام السابق جمال ولد عباس، بشكل مفاجئ، كما ترشح أيضاً كل من رجال الأعمال محمد جميعي، قرشي أحمد، إضافة إلى حسين خلدون الناطق باسم الحزب، وعلي صديقي ومحمد جلاب ومصطفى معزوزي وعبد الحميد سي عفيف والسعيد بدعيدة وأبو الفضل بعجي وفؤاد سبوتة. ومن بين الأسماء المطروحة، يعد جمال ولد حمودة الأوفر حظاً، وفق مصادر من داخل اللجنة المركزية للحزب، نظرا إلى أنه رجل إجماع، وتوافقي ولم يسبق له التخندق في الصراعات الداخلية التي ضربت الحزب، وتعهد في حال انتخابه أميناً عاماً بإعادة الهيبة إلى الجبهة وإخراجها من الأزمة التي تعيشها. وقال: سأكون خادماً للشعب، لأن خط حزب جبهة التحرير الوطني يندرج في هذا المسار النبيل . وفي السياق، أبدى القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني حسين خلدون، استعداده للتنازل عن الترشح لمنصب الأمين العام للأفلان، لصالح جمال بن حمودة، الذي يراه خلدون الرجل الوحيد الذي يجمع كل شروط لجنة الترشيحات باعتباره مناضل عقائدي نظيف يضمن المسار الجديد للجبهة خارج إطار الوصاية. وينص القانون الأساس للحزب على استيفاء الراغبين في الترشح لمنصب الأمين العام عشر سنوات كاملة من النضال في صفوف الحزب من دون انقطاع، وعدم النشاط ضمن صفوف أحزاب أخرى في وقت سابق. وعشية انتخاب امين عام جديد للافلان، قال القيادي في الافلان، سعيد بوحجة، أن حزب جبهة التحرير الوطني سيتخطى أزمة الشرعية اليوم بانتخاب أعضاء اللجنة المركزية لأمين عام جديد، سيؤدي بطريقة آلية إلى رحيل معاذ بوشارب من الأفلان والمجلس الشعبي الوطني لافتقاده إلى الشرعية، وفق تعبيره. وأضاف بوحجة أن اجتماع اللجنة المركزية، سيشهد انتخاب أمين عام جديد، وهي خطوة أولى في إطار إرساء الشرعية داخل الأفلان، وسنواصل تعزيز صفوف جبهة التحرير الوطني، بانتخاب المكتب السياسي في الأيام القليلة المقبلة. وقد تحصل المنظمون على ترخيص من ولاية الجزائر لعقد اجتماع اللجنة المركزية بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال من الساعة الثامنة صباحا وإلى غاية العاشرة ليلا، حيث سيتراوح عدد المشاركين، حسب التقديرات التي تضمنها وصل استلام التصريح، ما بين 400 و500 مشارك. وكانت الدورة الاستثنائية للجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني قد قررت في اجتماعها، الأسبوع الفارط، تأجيل انتخاب الأمين العام الجديد للحزب مع الإبقاء على الدورة مفتوحة استنادا إلى القانون الأساسي للحزب الذي يمنح فترة تتراوح بين 15 إلى 30 يوما لاستئناف أشغال الدورة المخصصة وانتخاب أمين عام جديد على رأس هذه التشكيلة السياسية. وقد شهدت أشغال اللجنة المركزية، الثلاثاء الفارط، نشوب خلافات وملاسنات حادة بين الأعضاء، الذين عبروا عن رفضهم القاطع لكل الوجوه القديمة المرفوضة شعبيا، داعين إلى مرافقة مطالب الشعب في تجديد حزب جبهة التحرير الوطني بانتخاب من هو أهل لإعادته إلى الطريق الصحيح. ويقود قياديون في حزب جبهة التحرير الوطني، مساعي حثيثة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من طريق عقد اجتماعات مراطونية لانتخاب أمين عام جديد، تطوي به الافلان أزمة الشرعية التي طاردتها في السنوات الأخيرة، في وقت يرى فيه عدد كبير من المراقبين أن خروج الافلان من الدوامة التي يعيشها حالياً مهمة شبه مستحيلة، في خضم التطورات المتسارعة التي تعيشها البلاد، والمطالب التي يرفعها نشطاء الحراك الشعبي، التي من أبرزها رحيل جبهة التحرير الوطني وإحالتها على المتحف.