عرفت أسعار مختلف المواد الغذائية واسعة الاستهلاك الأربعاء بمختلف أسواق العاصمة ارتفاعا كبيرا بسبب نقص تموين أسواق الجملة و تهافت المستهلكين على هذه المواد بسبب الخوف من تداعيات تفشي فيروس كورونا مما شجع المضاربة. وارتفع سعر البطاطا, التي تعد من أساسيات الأطعمة الجزائرية, بكل من أسواق المقرية و حسين داي و باش جراح و محمد بلوزداد و الكاليتوس ليتراوح ما بين 90 و110 دج مقابل 35-40 دج قبل أيام قليلة فيما ارتفع سعر البصل في بعض الأسواق من 50دج إلى 100 دج. كما ارتفعت بصفة عامة اسعار كل الخضر و الفواكه حيث بلغ متوسط سعر البرتقال 150 دج والفول 120 دج و الجزر 100 دج و الجلبانة 170 دج. اما عن أسعار اللحوم البيضاء والحمراء فقد ارتفعت هي الأخرى في الاسواق العاصمية حيث ارتفع سعر الدجاج من 210 دج قبل أسبوع إلى 300 دج .وطال ارتفاع الأسعار مختلف المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك وخاصة البقوليات على غرار العدس. ويرجع تجار التجزئة ارتفاع الاسعار إلى ارتفاعها المفاجيء بأسواق الجملة. وفي اتصال بمصالح وزارة الفلاحة, أكدت هذه الأخيرة وجود "انتاج وفير من الخضر والفواكه هذا الموسم مما لا يبرر التهاب الأسعار". مديرية التجارة تفرض غرامات تبلغ 80 % من قيمة السلعة في حالة رفع الاسعار و أكد مدير التجارة لولاية الجزائر عبد الله بن حالة لواج أنه تم تسخير اليوم الأربعاء قرابة 140 عون رقابة على مستوى أسواق و محلات العاصمة لضمان احترام الأسعار مبرزا انه في حالة عدم احترامها سيتم فرض عقوبات صارمة على التجار المخالفين. و حسب السيد بن حالة فإن هذه العقوبات تتمثل في المتابعات القضائية علاوة على فرض غرامات مالية لا تقل عن 80 % من قيمة السلعة مع غلق المحل التجاري. وقال بخصوص التهاب الأسعار ان المواطن قد ساهم بقدر كبير في ارتفاعها و ذلك عن طريق اقتناء كميات كبيرة من السلع هذه الآونة بسبب الهوس من تفشي وباء "كورونا" مما تسبب في الانقاص من كمية المواد المخزنة حيث استغل المضاربون الفرصة لرفع الأسعار. وفي خطاب للأمة الثلاثاء, دعا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون المواطنين الى "عدم المسارعة إلى تخزين المواد الغذائية" والى "عدم تصديق الأخبار المضلِّلَة والشائعات المغرضة".وكشف الرئيس في هذا السياق أنه أمر "بملاحقة المضاربين والتّحري والكشف عن مروّجي الشائعات الباطلة و تقديمهم للعدالة".وبتقرب واج من سوق الجملة للخضر والفواكه بالكاليتوس أمس تبين فعلا ان سعر البطاطا بالجملة بلغ 110 دج اضافة الى ارتفاع أسعار بقية الخضر والفواكه و ذلك بسبب قلة الكمية التي جلبها المنتجون, حسب شروحات التجار. وعلى سبيل المثال تم تموين هذه السوق بحمولة من البطاطا على شاحنة واحدة فقط تحمل 12 طن وهي كمية جد قليلة مقارنة بالشحنات المعتادة في هذه السوق, حسب نفس المصدر.