تحتضن مدينة غليزان ابتداء من يوم الأحد الماضي فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية قسنطينة مما سيسمح للجمهور المحلي من التعرف عن كثب على الرصيد التراثي والحضاري والتاريخي والفني الثري لعاصمة الشرق الجزائري. ويشكل المعرض المنظم بمناسبة هذه التظاهرة الثقافية التي ستمتد الى غاية الخميس المقبل بمثابة نافذة تطل على ما تزخر به مدينة الصخر العتيق من معالم تاريخية وعمرانية تعود الى حقب وحضارات متتالية شهدتها المنطقة على غرار الأثار الرومانية والبيزنطية وكذا المساجد العتيقة كالجامع الكبير وجامع "سوق الغزل" ومسجد الأمير عبد القادر والقصور والمدارس والجامعات ذات الطابع الاسلامي والعثماني. كما تبرز الملصقات المعروضة بديوان مؤسسات الشباب لمدينة غليزان تلك الخصوصيات المعمارية المميزة التي اشتهرت بها "سيرتا" فاكتست بذلك طابعا خاصا بها وفي مقدمتها الجسور المعلقة مثل "باب القنطرة" و"سيدي مسيد" و"سيدي راشد" اضافة الى ساحاتها أو ما يعرف محليا ب "الرحبات" وأزقتها الضيقة وأسواقها وأبوابها العديدة. ومن جهة أخرى يسلط المعرض الضوء على مسيرة ومآثر عدة أعلام وشخصيات بارزة تركت بصماتها جلية في تاريخ المدينة والوطن ككل مثلما هو الشأن بالنسبة لصالح باي والحاج أحمد باي الذي قاد المقاومة ضد المحتل الفرنسي ورائد النهضة الجزائرية ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس. وقد ارتأى المنظمون عدم اغفال بالمناسبة بعض المرافق الحديثة والمشاريع الهامة الموجهة لمدينة قسنطينة والرامية الى جعلها تواكب متطلبات وتطورات كل قطب حضري وعمراني كبير والمتمثلة أساسا في الجسر العملاق والتيليفيريك والتراموي والمدينة الجامعية ومحطة المسافرين والحي التجاري. وبامكان الجمهور الغليزاني الاطلاع من خلال أجنحة نفس المعرض على ما تزخر به مدينة الجسور المعلقة من موروث حضاري وتقليدي متنوع لا يزال سكانها يحافظ عليه كصناعة الأواني النحاسية والطرز والحلويات التقليدية والألبسة النسوية المتمثلة في "القندورة القسنطينية" و"الملايا" ذات اللون الأسود فضلا عن صناعة السروج الجلدية وتقنية تقطير الورد والزهر. وستقام على مدار أيام هذا الموعد الثقافي جملة من الأنشطة الفنية سواء بقاعتي الحفلات و"دنيازاد" لمدينة غليزان أو مركز التسلية العلمية لدائرة جديوية حيث سيحيي كل من المطربين حكيم بوعزيز ورشيد بوطاس وفرقة دار الثقافة لقسنطينة سهرات فنية في طابع المالوف الأصيل مع مشاركة جمعية "أبناء الطريقة العيساوية". أما فيما يتعلق بالفن الرابع فقد برمج منظمو الأسبوع الثقافي القسنطيني الذي يندرج في اطار المهرجان المحلي للفنون والثقافات الشعبية كوكتال فكاهي وعرضين مسرحيين من انتاج فرقة "البليري" للفنون المسرحية والأداب حيث يخص الأول فئة الكبار تحت عنوان "مولاي يا مولاي" فيما سيستمتع أطفال الجهة بمسرحية "رقص الأصابع".