سيشرع قريبا في استكمال ترميم ثلاثة قصور قديمة جنوب ولاية النعامة شيدت ما بين القرنين الخامس و السابع عشر الميلادي وهذا بعد إنتهاء الدراسات التقنية الخاصة بهما حسبما أفادت مديرية التعمير و البناء . وسيتم صيانة تلك المعالم الواقعة ببلديات تيوت ومغرار وعسلة بعدما رصد للعملية غلاف بقيمة 92 مليون دج لكونها من بين أهم المعالم السياحية والآثار في المنطقة و التي صنفت منها في ماي سنة 1998 قلعة الشيخ بوعمامة التي تتكون من حصن ذي 33 برجا و نفق أرضي للدخيرة وأسوار دفاعية كمعلم تراثي وطني كما أضافت مسؤولة بمكتب تثمين التراث المعماري و التاريخي بقطاع الثقافة . وقالت المسؤولة أن تدخلات ترميم و صيانة القصور القديمة التي شرع فيها منذ سنة 2003 بالمواقع الأثرية القديمة جنوب الولاية سمحت بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البنايات العتيقة التي تعرضت بفعل عوامل المناخ والإنسان إلى إهمال وتدهور كبيرين خلال السنوات السابقة . وقد شملت الدراسات التقنية التي أوكلت إلى مكاتب وطنية متخصصة في الهندسة المعمارية الإسلامية الأصيلة تحديد الأشكال الهندسية ونمط البنايات الأصلية كما كانت عليها حالة تشييد تلك القصور بالرجوع إلى المخطوطات التاريخية و شهادات السكان الأوائل والموروث غير المادي من أشعار قيمة و المثقفين القدامى ممن عايشوا سكان تلك القصور قبل إنهيار وتلاشي أجزاء هامة منها وهجرة سكانها الأصليين نحو مناطق أخرى بفعل عوامل الجفاف. وحسب مديرية التعمير والبناء فإن أشغال ترميم تلك القصور ستتم بالرجوع إلى المواد المحلية والتقليدية في البناء بالجنوب للحفاظ على الطابع العمراني التقليدي لهذه المناطق مع إعطاء أهمية خاصة لدور الضيافة بكل قصر التي تمثل إحدى رموز وتقاليد البيئة الصحراوية مع التركيز على فنيات زخرفة الأقواس بمختلف أحجامها و التي تستخدم فيها مواد محلية الصنع كالجبس والطوب والحجرة . وتضم القصور الثلاثة التي سبق أن إستفادت من عمليات مماثلة للترميم والصيانة عددا من الأجنحة السكنية . كما تحتوي على أمكنة للإستحمام و دكاكين ومساجد ومقابر وتتخللها دروب بعضها مغطاة والبعض الآخر مكشوف . كما توجد ببعضها أضرحة لأولياء الله الصالحين وأئمة من قادة قبائل قديمة وفدت إلى تلك المناطق علما أن تلك المعالم السياحية شيدت في مواقع تتوسط واحات النخيل وتتمتع بمواقع رائعة . وفي نفس الإطار إستفادت الولاية هذه السنة من مشروع مندرج في إطار العناية بالمواقع الأثرية وحمايتها من الإندثار ويتمثل في إنجاز فرع محلي للمركز الوطني للمخطوطات وبنك معلومات يخص المواقع والمعالم الأثرية بالمنطقة و إنجاز متحف جواري بقصر مغرار حتى يصبح فضاء للنشاط الثقافي والعلمي.