يعقد مجلس حكماء الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم اجتماع له بفيينا للنظر مجددا في تقرير الوكالة حول ملف ايران النووي فيما تؤكد طهران أنها ستمضي في أنشطتها النووية المدنية ولن تقبل بأية شروط بهذا الشأن. وكان تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية الذي نشر يوم الخميس الماضي بفيينا أشار الى أن "ايران لم توقف أنشطتها الخاصة بتخصيب اليورانيوم" وأن الوكالة لم تستطع تحقيق أي تقدم في تحرياتها حول الجانب العسكري في البرنامج النووي الايراني. كما ذكر التقرير أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية تابعوا التحقق من الانشطة النووية لايران لكنهم لم يرصدوا أي نشاط مشبوه . وأعلن محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية انه تم أخيرا تركيب 461 جهاز طرد مركزى غازي قادر على انتاج اليورانيوم منخفض التخصيب في مركز ناتانز لتخصيب اليورانيوم في ايران منذ ديسمبر الماضي فقط وهو معدل أبطأ من الماضي. ولكن التقرير اشار أيضا إلى انه على الرغم من أن مجلس الامن بالاممالمتحدة فرض عقوبات على ايران فان ايران لا زالت ترفض تلبية طلب الاممالمتحدة وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم. وأكد علي سعيدلو المساعد التنفيذي للرئيس الايراني أحمدي نجاد ان بلاده مستمرة في أنشطتها النووية المدنية ولن تقبل بأية شروط بهذا الشأن. ونقلت وكالة "مهر" للأنباء عن علي سعيدلو قوله في تعليقه على ما جاء في التقرير الأخير لمديرعام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي حول الأنشطة النووية الإيرانية ان بلاده مستمرة في أنشطتها النووية المدنية ولن تقبل بأي شرط في هذا المجال. و كان ممثل ايران لدى الوكالة الدولية علي أصغر سلطنيه اعلن أن التقرير الجديد للوكالة الذي يشير الى مواصلة طهران أنشطتها لتخصيب اليورانيوم "لم يأت بأي جديد"مؤكدا ان ايران تعاونت بشكل كامل مع الوكالة فى اطار المعاهدة الدولية للحد من انتشار الاسلحة النووية. وأضاف أن طهران تنتظر أن تؤكد الوكالة ورئيسها محمد البرادعي الطابع القانوني لمنشاتها النووية وبالتالى وضع حد لنقاشات مجلس حكماء الوكالة حول هذا الملف والتى طالت دون جدوى. كما أعلن متحدث وزارة الخارجية الايرانية حسن قشقوي أن" أنشطة بلاده النووية لم تتباطأ وانها تسير وفقا للجدول المحدد". ورفض ما تردد حول تباطؤ الانشطة النووية لايران وأكد أن البرنامج النووي الايراني يخضع لرقابة مباشرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وصرح قشقوي "إن تعاوننا مع الوكالة الدولية قائم على معاهدة الحد من الانتشار النووي واتفاقية ضماناتها" مضيفا ان الوكالة تقوم باجراء عمليات تفتيش دورية للمواقع النووية الايرانية ومنشآت تخصيب اليورانيوم ورفض المزاعم التي قالت أن تعاون ايران مع الوكالة الدولية لا يتسم بالشفافية. واضاف المتحدث "لا يوجد شيء خفي نحن نتعاون مع الوكالة الدولية في إطار معاهدة الحد من الانتشار النووي وكل شيء واضح ودقيق". وكانت فرنسا اعتبرت أن زيارة المستشار الألمانى السابق جيرهارد شرودر لإيران مفيدة من أجل تذكيرها بضرورة احترام تعهداتها الدولية بشأن برنامجها النووى. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه, فى تصريح له اإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعربت مجددا الأسبوع الماضى عن قلقها الشديد إزاء البرنامج النووى الايرانى. وكان رئيس مجلس الشوري الايراني "البرلمان"علي لاريجاني حث الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إعلان موقفها بشأن حق إيران في استخدام التقنية النووية المدنية. وذكرت وكالة "مهر" الايرانية للانباء ان تصريح لاريجاني جاء خلال اجتماع مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في ميونيخ على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن. وتطرق لاريجاني إلى الموضوع النووي الإيراني ومسيرة التعاون بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في اطار الخطة الزمنية. وقال رئيس البرلمان الايراني "ان بلاده أبدت تعاونا بناء في هذا الاطار وبإمكان الوكالة الدولية للطاقة الذرية استنادا الى هذا التعاون أن تعلن عن وجهة نظرها بشأن حق ايران في استخدام التقنية النووية ". من جانبه أعرب البرادعي عن اعتقاده بأن الحوار السياسي يساعد على تسوية كافة القضايا ذات العلاقة معتبرا أن مواصلة المفاوضات في هذه الفترة أمر مفيد للغاية.